الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تمزق في عنق الرحم بسبب الإجهاض، فهل سأحمل مع وجوده؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا سيدة عمري 32 عاما، عندي بنت 8 سنوات، كانت ولادتها وحملها طبيعي، بعدها أجهضت 5 مرات، المرة الأولى في الأسبوع 11، والثانية في الأسبوع 22، والثالثة في الأسبوع 16، والرابعة في الأسبوع 15، والخامسة في الأسبوع 24، آخر مرة عملت ربطا وأخبرني الطبيب أن عندي تمزقا كبيرا في عنق الرحم بسبب الإجهاضات، واستعملت مضادا وكريما مهبليا، وفي كل مرة أستعمل الأسبرين والدفاستون والفوليك أسيد.

سؤالي: هل ممكن الحمل مرة أخرى مع وجود التمزق؟ وهل ممكن أن يستمر الحمل؟ وماذا تنصحني أن أعمل من فحوصات؟ لأنه كل مرة يقولون التهاب.

وهل إبر الهيبارين مفيدة لحالتي؟ ولماذا لم تنجح عملية الربط؟

وشكرا لكم، وجعله الله في ميزان حساناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك إن شاء الله يوم القيامة، يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب.

وإن تكرر الإجهاض بهذا الشكل يجب أخذ تفاصيل أكثر عن كيفية حدوثه؛ لأن القصة السريرية، أي كيفية تسلسل الأحداث كثيرا ما يوجه إلى السبب.

فمثلا إن حدوث توسع في عنق الرحم بدون الشعور بآلام أو مع حدوث ألم خفيف فقط وبدون نزف؛ فهنا قد يكون السبب بالفعل هو قصور أو ضعف في عنق الرحم.

لكن إن كان الإجهاض يبدأ على شكل نزف مع حدوث تقلصات رحمية وآلام بطنية؛ فهنا غالبا ما يكون السبب في الحمل نفسه، كضعف التعشيش، أو أن الحمل غير طبيعي، أو حدوث الالتهاب أو غير ذلك.

وبالطبع يمكنك الحمل ثانية، لكن ولعدم وضوح سبب الإجهاض بشكل مؤكد فيجب عمل كل الاحتياطات اللازمة لإعطاء الفرصة للحمل الجديد، حتى يستمر بإذن الله.
ولذلك فيجب عمل ما يلي:

- عمل تقييم لعنق الرحم بشكل جيد، والتأكد من طوله واتساعه، مع أخذ عينة من باطنه للزراعة؛ للبحث عن وجود أي التهاب كامن، ويجب علاج الالتهاب إن وجد، وإن كانت العينة سليمة فيفضل تناول دواء (الاريثروميسين )مدة 10 أيام قبل حدوث الحمل، لمنع أي تفعيل لأي التهاب – لا قدر الله -.

- يجب البدء بتناول الفوليك آسيد قبل حدوث الحمل بثلاثة أشهر على الأقل.

- يجب عمل فحوصات للغدة الدرقية ولهرمون الحليب، وهي TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN.

- يجب عمل فحوصات للأجسام المناعية وأمراض المناعة الذاتية وللتخثر، وهي ANA-LA-ACA-PROTIEN C-S.

- وفور حدوث الحمل مجددا أي بمجرد ظهوره بالتحليل، يجب أن يتم البدء بإحدى الطريقتين في العلاج:

1- إما تناول حبوب أسبرين الأطفال مع إبر الهيبارين يوميا.
2- أو تناول حبوب أسبرين الأطفال مع حبوب البريدنيزون.

- يجب عمل ربط لعنق الرحم، ويجب أن يكون بيد خبيرة جدا، بحيث يتم وضع الربط عاليا قدر الإمكان قرب فوهة عنق الرحم الباطنة.

- وحديثا أظهرت الدراسات بأن هنالك نوعا من الإبر المثبتة يساعد أكثر من غيره في منع الولادة المبكرة، أو تأخيرها بعض الشيء، وفي إطالة مدة الحمل بإذن الله، وهذه الإبر تعطى أسبوعيا، وهي جيدة إن شاء الله في مثل حالتك بالذات، وهي تباع تحت اسم تجاري هو DELALUTIN، فأنصحك باستخدامها في الحمل الجديد.

- وبالطبع نؤكد على ضرورة الراحة التامة، مع الإكثار من السوائل المفيدة.

كل ما سبق هو من الأخذ بالأسباب، ويبقى التوكل على الله عز وجل، فهو خير الحافظين.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً