الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي دائمة الترجيع بعد الأكل بسبب حموضة المعدة..فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

ابنتي متزوجة، عمرها ثلاثون عاما، تعاني من حموضة في المعدة، وبعد الكشف تكرارًا ومرارًا، وعمل مناظير، دائمة الترجيع بعد الأكل، فكانت نتيجة الكشف ضعف عضلة في المعدة، أو مشكلة في المريء -الله أعلم-، فما العلاج؟

أفيدونا أكرمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فيوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة، وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم، فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة.

وهذا ما يسمى الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux Disease (GERD) ولابد وأن هذا ما وجده الأطباء أثناء المنظار.

فارتجاع عصارة المعدة العالية الحموضة إلى المريء يسبب تخريشا للمريء، وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء، وتضيقا أحيانا، ومن أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح، أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق، أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه، وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس.

ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة، ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً، وأشد ضرراً، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي: (امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات، والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب)، كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة مما يضعف كثيراً عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.

وزيادة حموضة المعدة، لها أسباب متعددة منها: (تناول الأدوية المسكنة، التدخين، تناول الكحول، تناول الأطعمة الحارة، والفلفل، والبهارات، قرحة المعدة، القلق والتوتر).
لذا فإن العلاج سيكون طويلا، ويكون كالتالي:

- تجنب تناول وجبات كبيرة، إذ أنها تبقى في المعدة لمدة أطول، وتزيد فرصة حدوث الدفق العكسي، ولذا فإنه يجب تناول وجبات صغيرة وأكثر عددا.

- تجنب المأكولات أو المشروبات التي تزيد الإفرازات الحمضية، أو تقلل ضغط المعصرة أو تبطئ إفراغ المعدة من محتوياتها، وتشمل المأكولات الدسمة عالية الدهن، ومنتجات الطماطم، والمشروبات الغازية، والفواكه الحمضية.

- تجنب التدخين، فالنيكوتين ينبه إفراز الحمض المعدي، ويفسد وظائف العاصرة المريئية.

- إنقاص الوزن إن كان زائدا.

- شرب كوب كبير من الماء عند ظهور أول علامة لحرقة الفؤاد.

- عدم الاستلقاء إلا بعد مرور ساعتين إلى ثلاث بعد تناول وجبة العشاء.

- تجنب الأحزمة الضيقة أو الملابس التي تضغط على معدتك.

- رفع الرأس بوضع مخدة إضافية.

ـ وهناك الأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.

بارك الله فيكم وعافاها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً