الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستجاب دعاء الشر من الأبوين على أولادهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال مهم، عندما يدعو علينا أحد الأبوين بالشر، هل يعني هذا أننا سنبقى في بؤس وضلال طوال العمر، ونكتب أشقياء؟

سؤالي الثاني: هل من سبيل للخلاص منه وحجب الدعاء، سواء في حياتهم أو بعد مماتهم أو على الأقل يستجاب في أمر معين ويتم الاقتصاص، وينتهي أثره بعد مدة؟ ما رأيكم بدعاء الجد أيضاً هل له نفس أثر دعوة الوالدين؟

أرجو الإجابة الشاملة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

نحن نتمنى أيتها الأخت العزيزة أن يبذل كل واحد من الأبناء والبنات وسعه في سبيل استجلاب رضا الوالدين، وكذا سائر الأصول من الأجداد والجدات، فإن في رضا الوالد رضا الله تعالى، كما جاء بذلك الحديث النبوي، وفي استجلاب رضاهما تنفيذ الوصية الإلهية التي وصّى الله عز وجل بها عباده في كتابه الكريم، فقال جل من قائل: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا} وأمر سبحانه وتعالى ببرهما، والإحسان إليهما، مهما بلغت درجة إيذائهما لولدهما، فقال سبحانه: {وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمها، وصاحبهما في الدنيا معروفًا}.

البر بالوالدين وهكذا الجدات والأجداد من الفرائض التي فرضها الله عز وجل علينا، وهي من آكد الواجبات، ومن ثم ينبغي أن نبذل الوسع في سبيل تحصيلها وإرضاء الله تعالى بالقيام بها، وحتى نتجنب إغضابهما وصدور الدعاء منها، وعلينا أن نحذر ما يؤدي بهما إلى الدعاء علينا، فإن دعوة الوالد مستجابة كما جاء بذلك الحديث النبوي.

من رحمة الله تعالى بنا أنه لا يستجيب للداعي حين يدعو متعجلاً، لا يريد تحقيق ما يدعو به، وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {ولو يُعجل الله للناس الشَّرَّ استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم} ففي هذه الآية إخبار بأن الله تعالى لا يستجيب الدعاء الذي ندعو به على أنفسنا أو على أبنائنا وقت الغضب، وأنه سبحانه لو أجاب لنا ذلك لأوقعنا في حرج كبير ومشقة بالغة، ولكن من رحمته سبحانه وتعالى أنه لا يفعل، ولكن هذا لا يعني أيضًا أنه لا يجيب هذه الدعوات مطلقًا، فقد حذرنا النبي - صلى الله عليه وسلم – من الدعاء على أنفسنا وعلى أموالنا وأبنائنا، قال: (لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على اموالكم لا يوافق أحدكم ساعة إجابة فيستجاب له) أو كما قال - عليه الصلاة والسلام - وهذا فيه تحذير من التساهل والتهاون بهذا الدعاء.

نرجو الله تعالى أن لا يجيب الدعوات التي يتعجل بها الوالد أو من فوقه من الأصول كالجد أو الجدة وقت غضبه، وهو لا يريد إصابة الولد بشيء من ذلك، ولكن مع هذا يتعين علينا جميعًا الحذر على الداعي وعلى المدعو عليه، فيتعين على الأب أو الأم أو الجد أو الجدة الصبر وعدم التعجل بالدعوات، ويتعين على الأبناء أيضًا عدم إغضاب الأصول، وتجنب تعاطي الأسباب التي قد تؤدي بهم إلى صدور مثل هذه الدعوات.

نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية الكرة الأرضية

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً