الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خوف وقلق وتوتر وعدم النوم، كيف أتخلص منه؟

السؤال

منذ 3 أسابيع وأنا أعاني من خوف وقلق وتوتر، لا أنام، وتفكيري دائماً في النوم، وأسأل نفسي: هل سأنام اليوم؟ أهملت نفسي ودراستي، وكرهت الحياة والدراسة، لقد تعبت، هل هناك دواء يخفف عني وأرجع إلى دراستي؟ لأني على وشك التخرج، وهل حالتي بسيطة؟ أم أني سأعيش طوال عمري هكذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مشاعل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فهذا الذي يمر بك نعتبره تغيراً نفسياً ظرفياً، وهو قلق وتوتر مرتبط بالدراسة، وظهرت عليك بعض المخاوف، والتي -إن شاء الله تعالى- ستزول مع شيء من المثابرة، وتوزيع الوقت بصورة صحيحة، وممارسة تمارين رياضية خفيفة، واللجوء إلى الدراسة الجماعية مع زميلاتك، والتأكيد على النوم الليلي.

أريدك أن تكوني إيجابية في تفكيرك، واعرفي أن كثيرًا من الطلاب -خاصة الطلاب المتميزين- يمرون بمثل هذا الظرف، وليس هنالك ما يدعوك لكراهية الحياة، أنت مسلمة وصغيرة في السن، وأمامك سنوات طيبة، فأرجو أن تطمئني، وعليك بالدعاء، ولا تنسي الورد القرآني اليومي، فهذا فيه دافع ومحفز وطمأنينة كبيرة لك، وأطمئنك بأنك لن تعيشي مع هذه الحالة طوال عمرك أبدًا، فهذا مجرد نوع من القلق الظرفي.

أريد أن أذكرك أيضًا بحقيقة مهمة جدًّا، وهي أن القلق في الأصل هو الطاقة التي جعلتك تحضرين للامتحانات وتبدئين الدراسة، لكن بعد ذلك لعلك استصعبت الأمور مما جعلك تجدين صعوبة في التركيز والرغبة في الدراسة.

أنصحك أيضًا بأن تقومي بتطبيق تمارين استرخاء بسيطة جدًّا، وهي كالآتي: اجلسي على كرسي مريح، أغمضي عينيك، سمي الله تعالى، ثم استغفري واحمدي الله، بعد ذلك خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم أمسكي الهواء في الصدر قليلاً، وبعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم، كرري هذا التمرين مرتين إلى ثلاث في أي وقت من اليوم، فهو محفز جدًّا، وسيجعلك -إن شاء الله- تحسين بالطمأنينة.

هنالك أدوية بسيطة، مثل: عقار فلوناكسول (فلوبنتكسول) وهو دواء جيد جدًّا لتخفيف وطأة القلق والتوتر، وخاصة القلق الظرفي، كما أنه يتميز بأنه ليس إدمانيًا وليس تعوديًا، ولا يحتاج لوصفة طبية، وتكلفته المالية بسيطة جدًّا، تناوليه بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليه لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة في اليوم لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله، وليس هنالك ما يمنع أيضًا أن تتناولي حبة من (نايت بنادول) فهذا البنادول الليلي يساعد في النوم، ولا مانع أن تتناولي منه حبة ليلاً عند اللزوم، ولكن يجب أن لا يكون هذا باستمرار.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا سلسبيل القديحي

    ان هذة الطرق افادتني كثيرأ وتخلصت من الارق حتى وشكرا لكم.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً