الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع الدفاع عن نفسي وأعطي الموضوع أكبر من حقه، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أستخدم السيروكسات منذ 15 سنة، أخذت أنواعاً كثيرة، وبصراحة أهملت نفسي، ولما راجعت دكتوراً صارت لي مواقف كثيرة مع الدكاترة، أصبح الموضع مادياً فقط، وقصصي كثيرة معهم، ولكن لا أريد أن أضيع وقتكم، الآن أنا أسئلكم بالله، مالي غيركم بعد الله في مساعدتي، وسوف أعمل بكل ما تخبروني به بحرص.

استخدمت السيروكسات منذ فترة طويلة، وكان لدي رهاب وقلق وتوتر عال، أنا والدي متوفى منذ 17 سنة، وأنا متحمل المسئولية، عندي أخوات وأم فقط، ليس لدي أقارب -لا من بعيد ولا من قريب- تأتيني أفكار سوداء طول الوقت، ووساوس، أخاف أن يصير لأهلي حادث، أخاف أخرج ويصير أي شيء، أخاف لكني متحمل المسئولية غصباً عني، أكبّر المواضيع أكثر من اللازم، وأحمل همها، أحياناً عندما أكلف بشيء من أهلي -مثلاً معاملة أو أي موضوع- لا أقدر على النوم، وأفكر فيه، أقول لعله لا يصير شيء، يمكن ويمكن .. وفي الأخير يظهر أنه شيء تافه، لكن والله تعبت، أخاف أن أذهب لمناسبات أو تجمعات وأتوتر كثيراً.

شخصيتي جداً ضعيفة، أحياناً يغلط أحد علي ولا أعرف كيف أرد، أحتقر نفسي بعدها، أخاف أتضارب مع أحد، أنا الآن أفكر في الزواج لكن حالتي أتعبتني، والله تعبت من حالتي،حالياً آخذ سيروكسات (20) حبة يومياً، منذ 4 أشهر كنت آخذ سيروكسات (25 cr) وانقطع من السوق.

أعرف أن كلامي غير مرتب، لكن أفكاري جداً متضاربة، وأتمنى أن أكتب لكم كل شيء، أتوسل إليكم ساعدوني، لا تهملوا رسالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكثير من الإخوة مرت بهم مثل هذه الأحوال التي تعاني منها منذ سنوات طويلة، تكون هنالك تجارب سالبة مع هذا وذاك، وفي نفس الوقت الحياة بها تجارب إيجابية كثيرة، ربما لا نلاحظها ونستدركها في بعض الأحيان.

الذي أزعجني هو أنك لا تقيّم نفسك تقييماً صحيحاً، للدرجة التي قد تصل فيها إلى تحقير الذات، وهذا هو لب وجوهر المشكلة، انظر إلى الأمر من زاوية مختلفة تماماً، أنت -الحمد لله- رجل في كامل وعيك، وأنت مسئول مسئولية تامة عن أخواتك وأمك، وهذا يجب أن يشعرك بقيمة ذاتية عالية جداً، ولابد أن تفصل بين هذه المشاعر السلبية وتسعى لتطبيقات علمية في الحياة، وتقيم هذه التطبيقات العملية، وحين تحس بالإنجاز سوف يتغير التفكير لديك.

التطبيقات العلمية تعني حسن إدارة الوقت، يجب أن تضع لنفسك برنامجاً يومياً تخصص فيه للعمل وقته، وللراحة ولممارسة الرياضة وقتها، وللعبادة والتواصل الاجتماعي وقتها، ومشاركة الناس في أفراحهم وفي مناسباتهم، وزيارة الأرحام والتواصل مع الجيران، والانخراط في الأعمال الخيرية والاجتماعية والثقافية، وهذه آليات بسيطة جداً وممتعة جداً حين يطبقها الإنسان، وفي ذات الوقت تجني منها تطويراً كاملاً لمهاراتك واستشعارك للثقة بنفسك، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} الحق عز وجل أستودع فينا طاقات كبيرة وعظيمة جداً، كل المطلوب منا هو أن نخرجها من مكامنها في داخل أنفسنا، وذلك من خلال الإرادة الذاتية وإرادة التحسن، فانطلق على هذا الأساس ولا تحقر قيمتك، ولا تحقر ذاتك، يجب أن تفهم ذاتك بصورة أفضل، وتسعى بعد ذلك لتطوير ذاتك من خلال الآليات التي ذكرناها لك.

التفكير في الزواج أمر جميل، بل هو ضروري لك في هذا العمر، أقدم عليه بكل انشراح وإصرار، وإن شاء الله تعالى تفرح نفسك وأمك وأخواتك، وسوف تحس إن شاء الله بالمودة والسكينة والرحمة، وهذه دعائم نفسية عظيمة.

العلاج الدوائي يتطلب الانتظام في تناوله والتقيد بالجرعة، فهو محسوب وكل شيء بقدر، ولا شك في ذلك، الدواء يعتمد على كيفية البناء الكيميائي الذي يحدث ويعدل كيميائيات الدماغ، أو ما يسمى بالمواصلات العصبية؛ لذا الاصرار على تناوله بصورة ملتزمة أمر مهم، الزيروكسيات لا شك أنه دواء جيد، واستمرارك على هذه الجرعة التي ذكرتها لمدة عام ثم تخفيفها إلى (10) مليجرام يومياً لمدة شهرين ثم التوقف عنه، ذلك سوف يكون حلاً جيداً، أما إذا أردت أن تستبدل الزيروكسيات بدواء آخر أنا أرى أن دواء فافرين سوف يكون علاجاً مناسباً؛ لأن الفافرين له خصوصية خاصة في القضاء على الوسواس المرتبطة بالقلق وعسر المزاج.

جرعة الفافرين هي أن تبدأ بـ (50) مليجرام، تتناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر تجعلها (100) مليجرام، استمر عليها لمدة شهرين، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى (200) مليجرام في اليوم، ويمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء، أو بمعدل (100) مليجرام صباحاً و (100) مليجرام مساء، استمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك خفضها إلى (100) مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها (50) مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك أن تتوقف عنها.

إن شئت أن تنتقل من الزيروكسات إلى الفافرين فخفض جرعة الزيروكسات إلى (10) مليجرام، حين تبدأ في تناول الفافرين بجرعة (50) مليجرام، وحين ترفع الفافرين إلى (100) مليجرام توقف تماماً عن الزيروكسات، هذه هي الطريق الجيدة فيما يخص العلاج الدوائي.

أسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر عبد الله

    حركات

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً