الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نحافتي جعلتني محبطاً وأتأثر من كلام الآخرين؛ فهل من نصيحة؟

السؤال

أنا طالب في السنة الرابعة هندسة مدنية، لدي مشكلة وهي أنني أظن أن كل الأشخاص يسخرون مني لنحافة جسمي، بالرغم أنني فعلت المستحيل من أجل زيادة وزني، لكن بلا فائدة، وأصبحت الآن يائساً، كما أنني أنزعج من أي تعليقات بسيطة، وأظل أفكر فيها طوال الليل، لدرجة أنني لا أستطيع الأكل بشكل جيد من نقص الشهية، وكذلك الأرق في النوم، وأنا -الحمد لله- متفوق في دراستي.

فأرشدوني جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يظهر لي أنك شخص حساس جداً تتلمس أي نوع مما تعتبره عيوباً، حتى ولو كانت بسيطة، ومن ثم تبدأ في الانشغال النفسي والتفكير القلقي المتواصل، أنت تظن أن كل الأشخاص يسخرون منك لنحافتك، وأنت قلت (أظن) والظن معظمه باطل وخاطئ، وبالنسبة لنحافة الجسم على العكس تماماً تعتبر ميزة إيجابية يبحث عنها الكثير من الناس، فالسمنة له عيوبها ولها أخطارها الطبية المعروفة، فلابد أن يكون هنالك مراجعة في تفكيرك، وقبول لشكل جسمك.

وعلى العكس تماماً، أنا لا أتفق معك أن تسعى لزيادة وزنك بصورة غير طبيعية، أما إن كانت لديك مشكلة من حيث نقص الشهية للطعام -كما ذكرت- فهذا موضوع آخر، يتم التعامل معه من خلال البحث في سبب نقص الشهية لديك، ومن وجهة نظري مادام هنالك عدم رغبة في الأكل بصورة جيدة، ولديك اضطراب في النوم، فهذا ربما يكون دليلاً على وجود قلق، والقلق يمكن علاجه، وعلى ضوء ذلك أرجو أن تقوم بالآتي:

أولاً: يجب أن تقوم بفحوصات طبية تشمل مستوى الدم وقوته، ومستوى السكر، ووظائف الكلى والكبد، ومستوى الدهنيات، ومستوى هرمونات الغدة الدرقية، هذه فحوصات نعتبرها أولية وجوهرية للتأكد من حالتك الصحية، فإذا كان الهيموجلبين وجد أنه في النطاق الطبيعي والحيز المقبول المعروف، فهذا يجب أن يكون خبراً ساراً لكل شخص نحيف، وليس هنالك أفضل من ذلك، أما إذا وجد أنه لديك ضعف فهذا يجب أن يعالج.

هرمون الغدة الدرقية مهم كفحص أساسي؛ لأن بعض الأشخاص الذين ينقص وزنهم قد يكون هنالك نشاط في إفراز الغدة الدرقية لديهم، لكن هؤلاء غالباً لا يشتكون من ضعف في الشهية للطعام، بل على العكس تماماً، ربما تكون هنالك زيادة في شهيتهم للطعام، ولكن بالرغم من ذلك يفقدون الوزن، عموماً إجراء هذا الفحص أنا أعتبره ضرورياً بعد أن تنتهي من هذه الفحوصات، وتطمئن عليها، هنا أقول لك يجب أن تمارس الرياضة من النوع الخفيف؛ لأن الرياضة تحسن شهية الإنسان للطعام، كما تحسن النوم.

ثانياً: أرجو أن تضع لك نظاماً غذائياً متوازناً، وهذا قد يتطلب مقابلة أخصائي تغذية، أو يمكن أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي تشير إلى كيفية التوزان في الأطعمة، وما هو المطلوب لتغذية الجسم.

ثالثاً: تناول دواء بسيط يعالج الأرق، وفي نفس الوقت هو فاتح للشهية، هذا الدواء يعرف باسم دويسابين وجرعته هي (25) مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تجعلها (25) مليجراما يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وهناك أدوية كثيرة جداً فاتحة للشهية، ولكن لا أرى هنالك داعياً لها، والأفضل هو ما ذكرته لك، وأسأل الله تعالى لك العافية.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً