الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بالأكل وصل إلى حلقي ودخل في مجرى التنفس، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

منذ فترة طويلة أعاني من الحموضة في المعدة، وأحيانا يحدث عندي إرجاع في الليل خصوصا إذا تعشيت متأخرا، لدرجة أنني لا أستطيع أن أتنفس وأستيقظ من نومي مفزوعا أشعر بشرغة، وأحس بالأكل وصل إلى حلقي، ودخل في مجرى التنفس -والحمد لله- صرت أتفادى الأكل المتأخر، وعملت حمية غذائية لإنقاص وزني، -والحمد لله- وفقت في ذلك.

وكنت قد اعتمدت في الأكل على السلطات (الخضار)، فظهرت لي أعراض ثانية وهي: في بعض الأيام أحس في نهاية الحلق بوجود شيء عالق، ويختفي، وأحسست بهذه الأعراض حوالي خمس مرات في خلال عشرة أشهر وتختفي دون أخذ أي علاج، وكما أسلفت أحس بوجود هذا الشيء في نهاية الحلق تحت منطقة تفاحة آدم.

أفيدوني أفادكم الله ووفقكم وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة، وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة.

وهذا ما تعاني منه ويسمى الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux Disease (GERD) وهذا الارتجاع يسبب العديد من الأعراض منها:

- حرقانا وألما في أسفل الصدر بعد الوجبات، وخاصة الدسمة منها، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرغة أو بضيق حاد في التنفس.

- يحس بعض المصابين بطعم الحامض في الحلق عند حدوث الارتجاع.

- يحس بعض المصابين بالارتجاع بغصة في الحلق أو صعوبة في البلع، وهذا ما تشتكي منه أنت.

- يسبب الارتجاع في بعض الأحيان رائحة كريهة للنفس.

- يعاني بعض المصابين من سعال مزمن بسبب ارتجاع الحامض المعدي إلى المريء والجهاز التنفسي.

- تزيد هذه الأعراض وطأة مع التقدم في العمر، وبعد تناول الطعام في وقت متأخر بالليل، وعند الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة، ومع تطور المرض قد يتضاعف وما ينتج عنه مثل الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً، وأشد ضرراً، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي: (امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشوكولاتة، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب)، كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة مما يضعف كثيراً عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.

والعلاج يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec، pariet ، Nexium ، lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.

- الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها، والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا، حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر وأحيانا سنوات، ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات المعندة يُلجأ للعمل الجراحي.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً