الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أحس بقيمة الحياة، فهل ما أجده مسا شيطانيا؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 17 عاما، منذ حوالي 6 أشهر أو أكثر كنت في صلاة عيد الفطر أثناء الصلاة وأنا أصلي تذكرت بعضا من الذنوب مثل العادة السرية، وأثناء التكبير في الصلاة أحسست بخوف كبير من الله، لا يمكن وصفه! لدرجة أنني كنت أريد أن أوقف الصلاة بعد أن انتهيت من الصلاة رجعت كما كنت، لكني عندما كنت أصلي الصلوات اليومية أحس أنني خائف أن يأتي لي هذا الخوف الغريب مرة أخرى.

تخطيت هذه المرحلة والحمد لله، لكني بحثت في الإنترنت على ما أصبت به فوجدت مثلي الكثير، ووجدت مرضا نفسيا يشبه الخوف الذي جاءني أثناء الصلاة يسمي اضطراب الفزع، لكن لا أعلم أهو أم لا، المهم أنني عندما قرأت عن هذا المرض جاءني الخوف مرة أخرى، لكن هذه المرة عند النزول إلى الشارع مثلا أو عند الخلافات العائلية بين أبي وأمي، وأيضا بدأت أحس وكأنني في حلم أو في حياة غير واقعية.

قررت الذهاب لدكتور نفسي فأعطاني دواء لحالتي اسمه (paroxtine 20gm )
و(zolam 0.25gm ) أخذت هذا الدواء الباروكستين شهرين تقريبا، والزولام أسبوعين، أسبوع قرص في الليل، وأسبوع نصف قرص، ثم لم آخذه إلا عند اللزوم، وأثناء العلاج أصبت برعشة في أطراف اليد، ورعشة في الأعصاب، عموما أعطاني الدكتور (norton)، وهذا فيتامين تقريبا، المهم أثناء العلاج كنت أفكر في أشياء غريبة دينية محرمة .. كنت أفكر في من خلق الله سبحانه وتعالى، كنت أشك في ذات الله، بدأت أحس وكأنني مصاب بمس شيطاني لكن الحمدلله انتهت هذه المرحلة بقوة إيماني بالله، وزال هذا التفكير، لكن .. كنت أحس أن أفكارا كثيرة في دماغي غير مرتبة، وكثيرة، أخبرت الدكتور بكل هذا فأعطاني (anafranil 25gm ) لمدة شهر (Omega 3 ) بعد أن أخذت الأنفرانيل وانتهيت منه، قال لي الدكتور: أن أستمر علي الباروكستين لمدة شهر أو شهرين تقريبا، المهم أنني استمريت على الباروكستين، لكني أحسست وكأني في حلم .. قال لي الطبيب: آن آخذ دواء بديلا عن الباروكستين، فأعطاني (moodapax 50gm ) قرصا صباحا و (favrine 50gm ) قرص مساء لمدة شهرين .. والحمد لله شعرت بفرق كبير، لكن مازلت أحس
وكأنني في حلم؛ لدرجة أنني بعض الأوقات عندما أحلم بشيء أشك وكأنه حقيقة.......

أخبروني ما هذا الذي مررت به؟ مع العلم أني والحمد لله تركت العادة السرية تماما، وبدأت أخاف أن أفعلها مرة أخرى، وأمر بمشاكل عائلية، وانتهيت من الباروكستين والانفرانيل وآخذ الآن المودابكس والفافرين والنورتون.

أحب أن أعرف هل سأصبح كما كنت أم لا علاج لمثل حالتي؟ وسوف أشعر كأنني في حلم، ولا أحس بقيمة الحياة، وهل هذا مسا شيطانيا؟ لكن أنا الحمد لله أستطيع أن أستمع إلى القرآن وأستطيع الصلاة، ولا أعصي الله، وهل لهذه الأدوية التي أتناولها أضرارا جنسية في المستقبل؟

ولكم مني جزيل الشكر والاحترام، وآسف إن كانت بعض كلماتي خاطئة.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdelrahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الذي حدث لك وتعاني منه هو وساوس قهرية، ونسبة للنفس الطيبة البريئة هذا سبب لك الكثير من الخوف والفزع والقلق، وتجربة الوساوس خاصة حين تكون وساوس فكرية ذات طابع ديني مفزعة جدًا لصاحبها، لا شك أن العلاج الدوائي مهم ومطلوب، وكل الأدوية التي وصفها لك الأطباء هي أدوية جيدة وفعالة، لكن الإشكالية في العلاج الدوائي هو أن الإنسان يجب أن يصبر عليه، ويجب أن تكون الجرعة الدوائية جرعة صحيحة وللمدة المطلوبة، وأنت الآن تتناول المودباكس والفافرين، وكلاهما علاج جيد، لكن اصبر عليهما، وإن شاء الله تعالى سوف تجد مزاجك قد تحسن، وأن الخوف قد انتهى، وأن الوساوس قد تلاشت، وحتى تساعد نفسك عليك أن تصرف انتباهك وتفكيرك عن هذه الوساوس، وهذا يتم من خلال تحقيرها وتجاهلها، واستبدالها بفكر مخالف، والتركيز على دراستك وممارسة الرياضة يعتبر أمراً مهماً، هنالك أيضا تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وأرجو أن تطبقها، وسوف يشير لك الإخوة في إسلام ويب في كيفية تطبيق هذه التمارين، وعليك بالرفقة الصالحة.

أيها الفاضل الكريم: أنت في بدايات الشباب والمستقبل إن شاء الله تعالى للشباب، زود نفسك بالدين والمعرفة، فهي الثوابت والركائز، ولأنه منهل طيب فلن يصيبه أبداً ضررا بإذن الله تعالى، وسوف تجد أن صحتك النفسية قد تحسنت جداً، وكذلك المداومة على الأدوية مهمة جداً والالتزام بجرعته ضرورية كما ذكرت لك.

بالنسبة للوساوس وعلاقته بالشيطان؛ هنالك وساوس لاشك أن للشيطان سبب فيها، ولكن الوساوس الشيطانية حقيقة علاجها أسهل بكثير من الوساوس الطبية؛ لأن الوسواس الشيطاني متى ما استدرك الإنسان أنه من الشيطان وتعوذ بالله السميع من الشيطان الرجيم، وقرأ المعوذتين وسورة الإخلاص بجد وقناعة سوف يخنس الشيطان، وسوف ينتهي بإذن الله تعالى، ربما يترك أثراً على الإنسان في شكل قلق وتوتر، وهذا إن شاء الله تعالى يزول بتناول الأدوية المضادة للقلق.

الوساوس الشق الأكبر منها نعتبره طبيا وليس شيطانيا، وأعتقد أن الذي أتاك ويعتريك هو نوع من الوساوس الطبية، والمنهج العلاجي الذي ذكرناه لك والذي أكد عليه الطيب الذي قام بفحصك هو العلاج الصحيح لحالتك، الأدوية سليمة ليس لها أثار جنسية في المستقبل، وأنا سعيد جداً أن أعرف أنك قد توقفت عن ممارسة العادة السرية.

نشكرك كثيراً، ورسالتك طيبة، وليس هنالك كلمات خاطئة أبداً، نسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن يعافيك، وأن يشفيك، وأرجو أن تنظر إلى المستقبل بنظرة إيجابية .. هذا يفيدك كثيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

ملاحظة: بالنسبة لتمارين الاسترخاء يمكنك الاطلاع على الاستشارة التالية: 2136015

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً