الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو أحسن علاج للهلوسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم (21338606) شكراً للرد، وجزاكم الله كل خير، لقد قمت بمراجعة طبيبي، وطلب مني فحوصات دم شاملة، وفحص الهرمونات الذكرية، وصرف لي حبتين فلوكستين كل يوم صباحاً عيار (20) ملغم لكل حبة، وحبة (RISPERIDONE 2MG) مساءً لمدة شهرين.

السؤال: ما الهدف من الأعراض الإيجابية (مثل الهلوسات, التوهمات, الاضطرابات الفكرية, العداء ،الشك) لهذه الأدوية؟ للعلم لم أعد أفرق بين الهلوسات والأفكار الفعلية (الحقيقية) حيث تراودني أفكار أني سوف أسرق البنك أو أني إذا تزوجت سوف أسرق البنك بسب الضغط المادي، إذا وضعت فيه أشعر أني لا أستطيع أن أتحمل مسوؤلية.

هل هذه هلوسات وتوهمات أم ماذا؟ وهل العلاج لمدة أم أنه طول الحياة؟ وما الهدف من الفحوصات؟

أرجو الرد سريعاً، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ALAA حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد"

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكر الأخ الطبيب الذي قام بعمل الفحوصات الشاملة لك، هذا لاشك أنه قرار سليم ومطمئن جداً.

بالنسبة لسؤالك حول الأعراض الإيجابية، المقصود بالأعراض الإيجابية هو ما نشاهده في الاضطرابات العقلية خاصة مرض الفصام، قد يتميز مرض الفصام بوجود هلوسة سماعية مثل: أن يسمع الإنسان أصواتاً غير موجودة، أو تكون هذه الهلوس بصرية أو شمية، أو هكذا.

التوهمات يقصد بها الأفكار الظنانية الشديدة، أو ما يسمى الاضطرابات الضلالية فكرياً، العداء ينتج دائماً من الشك، وهو يعتبر أيضاً من الأعراض الإيجابية، أما بالنسبة للأعراض الأخرى فهي الأعراض السلبية والتي نشاهدها لدى مرضى الفصام، وهذه الأعراض السلبية منها الانسحاب الوجداني.

تجد مريض الفصام في بعض الأحيان لا يتجاوب أبداً مع الآخرين! ويكون هنالك نوع من التبلد العاطفي، مع احترامنا للجميع، وفي ذات الوقت قد يكون هنالك إهمال للنظافة الشخصية، وضعف شديد في التواصل الاجتماعي، افتقاد الطموح والدافعية، وهذه الأعراض هي السلبية.

إذاً هنالك أعراض إيجابية مرضية قسمها العلماء حسبما ذكرته، وهنالك أعراض سلبية، والهدف من هذا التقسيم هو توجيه العلاج حسب نوعية الأعراض، فمثلاً الأعراض الإيجابية نسبة لما تحمله من انزعاج شديد للمريض، ربما تكون عدوانية كما ذكرت، ولابد أن تكون الأدوية ذات فعالية خاصة، وبالنسبة للأعراض السلبية أيضاً توجد أنواع من الأدوية تقلل من وطئها على الإنسان.

أخي الفاضل: سؤالك سؤال جيد جداً، لكني أود أن أؤكد لك، وحسبما لاحظته أنك لا تعاني من أعراض إيجابية أو أعراض سلبية، حالتك ليست حالة عقلية، نوع الشعور والشك الذي يأتيك نوع وسواسي، فالشعور الذي يراودك أنك سوف تسرق البنك أو أنك إذا تزوجت سوف تسرق، هذا من صميم الوساوس القهرية.

أخي الكريم: حقر هذا التفكير تحقيراً كاملاً، وقد أحسن الطبيب مرة أخرى حين وصف لك الفلوكستين، كدواء أساسي لعلاج الشكوك الوسواسية، ودعم العلاج بـ (رزبريادون RISPERIDONE) الدراسات كثيرة تشير إلى أن الوساوس الشديدة والمطبقة مزعجة لصاحبها تستجيب بصورة أفعل للأدوية المضادة للوساوس، مثل الفلوكستين والتدعيم بالأدوية المضادة للذهان بجرعة صغيرة أيضاً مفيدة جدًا.

أخي الكريم: أرجو أن تلتزم تماماً بالتوجيهات والتعليمات الطبية، وأنا أرى -إن شاء الله تعالى- فرصتك عظيمة جداً، لأن تشفى من هذه الحالة.

بالنسبة لفترة العلاج لا نستطيع أن نقول إنها مدة الحياة، لكن في ذات الوقت معظم الوساوس تحتاج إلى فترة طويلة من الدواء، كثير من الناس يحتاجون للدواء لمدة ما بين السنتين والثلاث، وهذه ليست مدة طويلة، وملاحظة مهمة، وهي أن الذين يطورون من مهاراتهم الحياتية ويغيرون من حياتهم ويحقرون الوساوس ويجهلونه بفكرة أو فعل مخالفة، دائماً فرصتهم في الشفاء والتعافي تكون أفضل.

بارك الله وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمدجمال

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً