الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حياء دائم ومن خوف وقلق، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكركم على هذا الموقع الرائع والممتاز، وأسأل الله أن يضعه في ميزان حسناتكم .

في البداية أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة، عازب جامعي، قبل هذا كنت أعمل في بلادي، واشتغلت عدة معينة من الأعمال سابقاً، وأنا الآن موظف استقبال براتب محدود .

أعاني من حياء دائم، ومن خوف وقلق، وألاحظ أن كثيراً من الناس لا يريدون أن يحتكوا بي، بل ويتهربون مني، ولا يتحدثون معي إلا نادراً، بل وأحس أن البعض يكرهني، وينظرون إلي باستهزاء وسخريه بل واحتقار، بل ويصفوني بالإنسان الضعيف أو المسكين .

حين أتكلم مع الناس لا أستطيع التركيز، وأشعر بالحياء والارتباك حين لا أدري بماذا أتكلم معهم، وكان هذا يحصل لي كثيراً عندما كنت في الجامعة والثانوية، وهو ما أدى إلى تقليل تحصيلي العلمي وضعف معدلاتي .

كذلك في الصلاة، وأنا مستعجل وقلق ومضطرب لا أعرف ماذا أقرأ؟! ولا أدري كم ركعات أصلي؟! رغم أنه لا يوجد ما يشغلني ويلهيني عنها .

أستحيي كثيراً عندما يذكر اسمي، رغم أني من أسرة عريقة، ولكن اسمي في البطاقة أو في الجامعة، وهو يختلف عن اسمي الحقيقي، حيث أن اسمي في البطاقة (بشع) حيث قدمت اسم والد جدي على اسم جدي وأصبح (بشعا) ويثير الاشمئزاز لي، وأستحيي كثيراً منه في الجامعة والثانوية، ولا أستطيع أن أغيره، وهو سبب عدم تقدمي للزواج رغم أنني تعديت سن الزواج .

أما في عملي بالرغم من تعليمي العالي إلا أن الناس لا يحترمونني، ويسخرون مني، ولا يسألون عني، بالرغم من أنهم يسألون عن زملائي في العمل، بالرغم أني أقدم منهم، وأكثر تعليماً، وأشعر بالذنب والندم الشديد .

كذلك في أغلب الأوقات أكتب السندات بالخطأ وألغيها بسبب النسيان والتوهان، وعندما يتكلم معي الناس لا أعرف بماذا أتكلم معهم؟! وبماذا أحدثهم؟! ولا أستطيع أن أكون علاقة مع الناس منذ زمن بعيد إلى الآن البعض يقول لي إنني لم أحتك بالناس من النظرة الأولى، وهذا يؤدي إلى شعوري بالندم الكبير بل والذنب، رغم أنني قد عايشت ناس كثر ومن جميع فئات المجتمع .

أخاف أن يمضي عمري ولم استطع أن أبرز وأثبت ذاتي وأنا في نظر كثيرين إنسان ضعيف أو مسكين وليس له مكانة في المجتمع، ولا يستطيع أن يقيم علاقات مع الناس، وليس له أصدقاء أرجو النصح والإرشاد، أرشدكم الله إلى الخير ووفقنا وإياكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب استشارة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على السؤال.

إننا كثيراً ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا، بأننا مثلاً نتحلى بصفات معينة، وتأتي هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، فقد يقولون عنا مثلاً أن عندنا خجلاً أو تردداً أو ضعفاً أو.... فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل.

قد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار!

لابد لك أخي الكريم، وقبل أي شيء آخر أن تبدأ "تحب" هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبلها كما هي، فإذا بم تتقبلها فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟!

مارس عملك بهمة ونشاط، ارع نفسك بكل جوانبها وخاصة نمط الحياة، من التغذية والنوم والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعط نفسك بعض الوقت لتبدأ تقدّر نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعر بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.

لهذا يقول لنا الله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم" فنحن أخي الكريم مكرّمون عند الله، وقد قال الله تعالى لنا هذا ليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحديات ومواقف علينا التعامل معها، وكما يقال "فاقد الشيء لا يعطيه" فكيف أعطي الآخرين ضرورة احترم نفسي وتقديرها إذا كنت أنا لا أقدرها حق قدرها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً