الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف ورجفة وخفقان عند الكلام أمام الناس..كيف أتخلص منها؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا شاب في الثالثة والثلاثين من عمري، صرت أعاني مؤخرا من الخوف، وسرعة نبضات القلب، والرجفة في يدي عند مقابلة الجمهور، أو الشروع في التكلم في موضوع أدري أني سأتكلم فيه يبدأ عقلي في التفكير بالأشياء السلبية قبل المواجهة كأن أنتقد أو أن أخطئ وهكذا، وهذا قد يحدث لي بنسبة أكثر أمام أناس يكبرونني سنًا.

في الحقيقة هذا الشعور سبب لي متاعب، أتمنى أن أجد الحل المناسب والعلاج الجذري.

مشكلتي: أنني أفكر في المواضيع سلبيا، يعني لو أني ذهبت لأطالب بحقي مثلا أحس أن الذي أمامي لن يتفق معي وأبدأ أبني أفكار خاطئة؟

في انتظار الرد، ولكم مني فائق الاحترام والتقدير، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنت مصاب بدرجة بسيطة من المخاوف الاجتماعية، وهي أيضًا مرتبطة بالوساوس، والتفكير السلبي التشاؤمي دليل أيضًا على وجود عسر في مزاجك لم يصل لمرحلة الاكتئاب المطبق.

العلاج إن شاء الله سهل إذا اتبعت التعليمات، وأول الخطوات هي أولاً: أن تفهم أن الخوف الاجتماعي ما هو إلا نوع من القلق النفسي الذي لا نعرف أسبابه بالضبط، وإن كان في بعض الناس المخاوف التي قد تكون حدثت لهم في صغرهم، تكون مسببًا رئيسيًا للمخاوف في الكبر، خاصة الخوف الاجتماعي.

ثانيًا: الخوف الاجتماعي ليس دليلاً أبدًا على ضعف شخصيتك أو ضعف في إيمانك، هو حالة نفسية مكتسبة تحدث لجميع الناس ولجميع قطاعاتهم.

ثالثًا: من تقابل من الناس صغارًا كانوا أو كبارًا من أصحاب المناصب الكبيرة أو الصغيرة هم في نهاية الأمر بشر، لا يتميزون عليك بأي شيء، وعلاقتنا مع الناس تقوم على الاحترام، لا على تضخيم بعضهم وإعطائه هالة أو صورة في مخيلتنا تدفعنا نحو المخاوف.

رابعًا: ضرورة أن تكثر من المواجهات، وهنالك مواجهة نسميها بالمواجهة في الخيال، وأفضل مثال لهذه المواجهة في الخيال هو أن تتصور أنك أمام تجمع كبير من الناس وأنه قد طلب منك أن تُقدم حديثا في موضوع معين ليستمع إليه الجميع، وبعد ذلك يكون هنالك مجال للأسئلة وتبادل الآراء، عش هذا التفكير بدقة، ويا حبذا أيضًا لو قمت أيضًا بتمثيل ذلك، أي أن تحضر الموضوع ثم تأتي وتسرده أمام من يُفترض أنه تجمع من الناس، ويمكنك أن تقوم بتسجيل ما قمتَ بأدائه والإدلاء به، وبعد ذلك تستمع له مرة أخرى، هذا نوع من التعرض في الخيال ويعتبر ممتازًا.

خيال آخر: هو أن تتصور أنك في المسجد يوم الجمعة في الصف الأول، ولم يحضر الإمام أو تأخر لسبب ما، وحدث شيء من الضجر لبعض المصلين، فطلب منك بعض الأخوة أن تقوم فتخطب في الناس وتصلي بهم، عش هذا الموقف واسترسل في أنك قد أصبت بالخوف أولاً، ثم بعد ذلك جمّعت قِواك وإمكاناتك الجسدية والنفسية والوجدانية، وواجهت الناس وقمت بالأداء المطلوب.

خامسًا: من الضروري جدًّا أن تنخرط في أنشطة اجتماعية مثل الرياضة الجماعية، ومشاركة الناس في مناسباتهم، أن تكون دائمًا في الصفوف الأمامية، وأن تحرص على صلاة الجماعة.

سادسًا: ننصحك بالتدريب على تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جدًّا، وسوف تجد تفصيلها في هذه الاستشارة: ( 2136015 ).

سابعًا: الجزء الأخير من العلاج – وهو مهم – وإن شاء الله تعالى ييسر لك تمامًا ما ذكرناه لك من إرشادات سلوكية. العلاج هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها يوميًا بعد الأكل، يفضل أن تتناولها ليلاً وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبة ونصف، واستمر عليها لمدة شهر آخر، ثم اجعلها حبتين يوميًا واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة ونصف واستمر عليها لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعدها اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه هي الطريقة المثلى لتناول هذا الدواء، والذي أسأل الله تعالى أن يجعله لك مفتاح خير للتخلص من هذه المخاوف والتوترات.

هنالك دواء بسيط أيضًا يعرف تجاريًا باسم (إندرال)، يتميز بأنه يتحكم في الأعراض الفسيولوجية مثل الرعشة وتسارع ضربات القلب عند المواجهات، أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرناه لك من إرشاد سوف تجد، وتكتشف أن الأمور كانت أبسط مما تتصور.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب اسماعيل

    امن بنفسك (فالايمان امان والخوف وسواس ورهبان)والخائف لا يؤمن بنفسه

  • السعودية عمار

    حتى أنا معاي نفس الحالة ومسببة لي متاعب

  • موريتانيا عبد الله

    وأنا أعاني الحالة المذكورة منذ عشر سنوات . غير أني كنت أظنها مس من الجن ، عطلت من دراستي الجامعية أي مابعد لصانس فكنت أتغيب بسببها عن عروض الجماعية والفردية . ذالك لأن ما إن أدخل القاعة متأخر إلا أكاد أسقط على الأرض وأبدأ حينها ارتعش بشدة في الجسم كله وخاصة ألأطراف السفلى منه ولا أقدر على الوقوف سويا .

  • السعودية حسايف

    نفس الكلام ولكني من اول كنت اتقدم زملائي في الكلام في كل مكان كان يجيني زي الخوف واكن عادي اتغلب عليه وامشي ...والان لساني يتلعثم وصوتي يبين اني مرتبش وخايف ونفسي يتقطع

  • محمود حامد

    ان بيحصل ليه نفس الموضوع بس أثناء القيام للصلاة جماعة وانا أكون الإمام او اوخاطب جماعة ويكون الصوت الواضح صوتى

  • الجزائر هناء

    شكرا لكم

  • مصر Taha

    لا اله الا الله

  • رومانيا رود رورو

    وانا بعد خاصتا لما ارتل القران قدام الطالبات

  • السودان عامر احمد

    يعطيك العافية علي هذه النصائح والإرشادات التي قد استمتعنا بها نفسيآ

  • الين الهند

    شكراااا جزيلا

  • تونس مروى

    أنا أيضا لديا نفس الحالة وأثرت في تأثير سلبي في حياتي و جميع المجالات

  • الجزائر زواري

    الله يشفي كل مريض

  • المغرب مراد - المغرب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد وبفضل الله عز وجل بدأت أحل هذا المشكل الذي هو في الحقيقة لا يتطلب كل هذه الأهمية لكن ما لا يعرفه معظم الناس هو أن هذا المشكل لا يحتاج إلا شيئ بسيط وعن تجربة أحبابي الكرام .
    فلا عليك إلا أن تشعر بأنك مفتخر بنفسك أمام الناس والبس لباسا جيدا واهتم بنظافة جسدك ومظهرك لكي ترتاح داخليا وعند ملاقاة الناس عاملهم بكل طلاقة .
    وعند الوقوف أمام الناس تعامل عادي ولا تقل أنهم ينظرون لي نظرة يسبية لا بالعكس أنت نظيف وجميل هم يرو جمالك وأناقتك .. نعم هذا ما عليك أن تشعر به لأن ليس كل ما يرونه الناس فهو خطأ .. لا بل في معظم الأوقات الناس ينظرون لأناقتك وجمالك ونظافتك الهائلة .
    وكل هذا عن تجربة لأخوكم مرة من هذه المرحلة لمدة طويلة جدا .
    لكن عندما فهمت الأمر وجدت ولله الحمد أن هذه هي الحقيقة .
    وفي إحدى المرات بحثت عن هذا المشكل لعل وعسى أجد هذه يعاني منها أحد آخر غيري في هذا الكون . وبالفعل وجدت هذه المحاضرة الرائعة وقٍرأت التعليقات حينها كان جل المعلقين يعانون من نفس المشكل تقريبا . ولم أجد طريقة للتخلص من هذه الأزمة إلا وبعد مرور سنوات قليلة . وفي الأخير استنتجت أنني لو كنت أعلم هذه الطريقة في التعامل لحل المشكل لكان الحل في وقت بعيد مضى ولكن الخير فيما اختاره الله جل وعلا سبحانه .
    وخلاصة القول الصلاة والدعاء إلى الله تعالى ثم الاهتمام بنفسك ، وفي الأخير أشعر بنفسك إيجابي في هذه الحياة وتعامل بدون كذب وخوف .
    كان معكم مراد لفريخ شكرا والله أعلم .

  • أمريكا ديانه

    انا ايضا عندما اتكلم مع معلماتي ارتجف ويحمر وجهي ومن الاسباب ان لغتي مو نفس لغتهم ودائما اخاف ان اخطا وفي الواقع هناك اشياء كثيرة لااعرفها في اللغة وعدما ادافع عن نفسي ايضا يحصل معي نفس الشي

  • أمريكا نجوى مهدي

    بارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً