الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدعو الله أكثر من عشر سنوات ولم تستجب دعوتي، فما سبب تأخيرها؟

السؤال

السلام عليكم

لي دعوة واحدة أدعو بها، وأسأل ربي إياها منذ أكثر من عشر سنين، ولم تتحقق إلى الآن، مع أني واثقة بربي، فأمره كله خير، لكن مع مرور الوقت، أصبحت دعواتي أقل وهذا خطأ، ولكن ليس بيدي، فهل هناك مسببات؟ فالدنيا أخرت الاستجابة طوال هذه السنين؟

علما بأني دعواتي الأخرى مستجابة - لله الحمد والشكر كثيرا - إلا أن تلك الدعوة لم تستجب، مع أن بها خيرا كثيرا لي ولأهلي وليست شرا، لذلك أنا في حيرة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حوريه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أختنا السائلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

أختنا الفاضلة: بداية فقد ذكر أهل العلم لقبول الدعاء ثلاثة شروط أساسية:

الأول: أن يكون الدعاء لله عز وجل بما شرع الله قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر:60].

الثاني: ألا يكون الدعاء فيه إثم أو قطيعة رحم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل" قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء".

الثالث: أن يظهر تذللا لله عز وجل، وأن يكون على يقين من الإجابة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه".

تلك هي الشروط الأساسية لقبول الدعاء.

فإذا فعلت ذلك أيتها الفاضلة، مع مراعاة تحري الحلال في المطعم والمشرب والملبس، ولم يستجب لك، فاعلمي أن الخير ليس في العطاء وفقط، بل قد يكون المنع عين العطاء، فربما يمنع الله عز وجل العبد من أمر يريده رحمة به، وربما يعطي الله العبد ما طلب في وقت بعينه لا في وقت آخر، لذلك فالتسليم والرضا بقضاء الله وقدره، والإيمان التام في أن الخير ما قدره الله، فهو يعلم ولا نعلم، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

فمهما طال انتظارك أختاه، فكوني علي يقين بأن الله يقدر لك الخير، واعلمي أن فرج الله قريب، وعلى كل فدعواتك لم تذهب سدى، بل هي لك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: واحدة من ثلاث:

1/ أن يعطيك الله ما سألته.
2/ أن يدفع عنك من الشر والبلاء مقابل ما طلبت من الخير.
3/ أن يدخر الله لك أجر الدعاء حسنات يوم القيامة.

نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يقدره لك، وأن ييسر لك كل عسير، وأن يرضيك بقدره، والله أعلم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية غيوده

    جزك. الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً