الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرات بنت الجيران ..فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا تقريبا في عمر 13 سنة، كان بالقرب منا بيت فارغ مهجور، فكنت أنشد فيه لأن له صدى يعجبني، ولكن بنات جيراني كن ينظرن إلي وهن أكبر مني بسنة أو سنتين، فلم أهتم.

وفي عمر 14 سنة كنا نلعب بالكرة، وكانت بنت جيراني تنظر إلينا، وإذا ذهبنا إلى المسجد كانت تنظر إلينا، حتى أصبحنا نحن نتحرى النظر إليها، وهكذا شعرت أنها أحبتني، حتى أنها كان تنتظر وقت عودتي من المدرسة لتنظر إلي، لكننا لم نتكلم أبدا مع بعضنا ولن نفعل شيء، وبعد أن أدمنت النظر إلى نوافذ منزلها؛ ألزمت نفسي ألا أنظر وألا أشعرها أنني أفعل شيئاً، ولكنني أعلم أنها ما زالت تنظر، وتراقب حتى أصبحت أكره هذا الشيء، فلا أحب أن أدرس.

مع العلم أنها ربما كانت تنظر إلي من النافذة، وربما لا تنظر إلي؛ لأنها قد لا تكون تنظر إلي، ولكن من المكان الذي أدرس فيه كثيرا ما تفتح النافذة وتنظر، أو من بين فتحات النافذة تنظر، فأخاف أن أغير ملابسي فتراني، مع أنها فتاة دينة كثيرا ما تصلي في المسجد التراويح في رمضان.

فماذا أفعل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mousa حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فمرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح، وأن يحفظك من بين يديك ومن خلفك، ويجنبك الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وصيتنا لك أيها الحبيب أن تحرص تمام الحرص على حفظ بصرك، وتتحرز من إطلاقه فيما حرم الله -عز وجل- عليك، وكن على ثقة تامة بأن قيامك بهذا سيجعله الله -عز وجل- سببًا في نجاحك وفي استقرار نفسك، وصلاح قلبك، فإن غض البصر عاقبته النور يقذفه الله -عز وجل- في قلب الإنسان، ولهذا قال العلماء: ذكر الله سبحانه وتعالى آية النور في سورة النور بعد أمره -سبحانه وتعالى- بغض الأبصار، لما لغض البصر من أثر على صلاح القلب، وإذا صلح قلب الإنسان، واستنار بنور الإيمان صلحت أحواله كلها، وكان محلا لتوفيق الله تعالى وتسديده.

فهذه الوصية نقدمها لك آملين أن تتقبلها وتعمل بها بجد، وهي وصية من يحب لك الخير ويتمنى لك السعادة.

ولا تهتم بهذه الفتاة وتصرفاتها، فإن أي ابتداء منك لها بأي نوع من العلاقة سيجرك إلى ما هو أفحش منه وأكبر، وهكذا، ولا يزال الشيطان يدعوك خطوة بعد خطوة حتى يجرك إلى الوقوع في سخط الله تعالى وغضبه، فكن على حذر تام من استدراج الشيطان.

وقد حذرنا الله تعالى أيضًا في سورة النور في أولها من الانجرار وراء الشيطان والانقياد له خطوة بعد خطوة، فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.

فنحن نشكر لك أيها الحبيب هذا التحفظ الذي أنت فيه والتحرز، ولكننا نشد على يديك، ونتمنى أن تكون جادًا في سد هذا الباب على نفسك، وسترى آثار ذلك عن قريب -إن شاء الله تعالى-، طمأنينة في نفسك، واجتماعًا في ذهنك، بحيث تنصرف إلى دراستك وأعمالك، فتتفوق بها -بإذن الله تعالى- بنجاح، وإذا رأيت أن جلوسك في مكان قد يعرضك للاشتغال بهذه الفتاة ومراقبتها، والنظر إليها، فانصرف عنه إلى مكان آخر، أو استر المنافذ التي قد تجعلك محلا لنظرها أو تدعوك إلى النظر إليها، وبهذا تجنب نفسك الوقوع في فتنة عظيمة، فإن أعظم الفتن وأخطرها التي يتعرض لها الإنسان فتنته بالنساء، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد جاء في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: (ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء).

فاحذر أن يجرك الشيطان للوقوع في هذه الفتنة، وربما ندمت بعدها حين لا ينفع الندم، فأنت لا تزال ولله الحمد في عافية، وقلبك لم يُصب بالتعلق بهذه الفتاة، فاصرف عن نفسك هذا واستعن بالله تعالى، وأكثر من دعائه.

ونصيحتنا لك أن لا تنفرد بنفسك في مكان يمكن أن تطالع فيه هذه الفتاة أو تُطالعك هي، وكن حريصًا على اجتناب الخلوة بقدر الاستطاعة، وبذلك تسلم بإذن الله تعالى من كثير من الشرور.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يحفظك من كل سوء ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر raouf

    يا اخي انا اقول لك اذا كانت نيتها ونيتك حلال فدهب لها وقل لها عن مشاعرك ولا تترك هذا اشعور في قلبق. سلام عليكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً