الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحساسية من بعض الأطعمة كالبندق وغيره، هل سببها الوراثة؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي بدأت مع بداية السنة الهجرية الجديدة، أصبح جسمي حساسا إذا أكلت بعض الأطعمة كالبندق وغيره، تظهر بعد 24 ساعة حساسية في الأطراف، وتشتد في الليل، علما أني طوال حياتي لم تظهر لدي أعراض الحساسية، هل يمكن أن تكون وراثة؟؛ لأن أبي كان مصابا بالحساسية في صغره.

وأيضا لدي مشكلة الحكة حول فتحة الشرج، وأظن أن سبب الحكة هو تنظيفي المنطقة بالصابون في كل عملية إخراج، وحدثت تشققات حول فتحة الشرج بسبب كثرة الحك.

اعذروني لإطالتي في السؤال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن القاعدة الذهبية في الحساسية تقول:

الابتعاد عن السبب ينهي المشكلة، وعدم الابتعاد يعني استمرار المشكلة.

وبما أنك عرفت أن ما أصابك سببه البندق وبعض المأكولات، فعليك بتجنب هذه المأكولات ما استطعت، ـ والحمد لله ـ أنها ليست من المأكولات الأساسية كالخبز والماء.

قد تكون هذه الحساسية عارضة نتيجة تبدل عارض في الجهاز الهضمي، أو مصاحبتها لمأكولات أخرى بوقت واحد، أي أنها لوحدها لا تحدث ولكن لو تم تناولها مع غيرها لأحدثت الحساسية.

وبشكل عام فإن الحساسية تنتج عن تحرر أو إطلاق مادة الهيستامين، وعلاجها هو تناول مضادات الهيستامين، وقد يحصل ما يسمى بالطفرة المناعية أو التحسسية، فتتحول بعض المواد من صديقة إلى عدوة، أي أن الجسم بعد أن كان يقبل بها يصبح متحسسا منها.

والعلاج في ذلك أيضا الوقاية أو مضادات الهيستامين.

إن الحالة العائلية هي من الأمور الهامة في الحساسية، فوجود قصة حساسية عند الوالد، يؤكد أنك من عائلة ذات قصة تحسسية، ويجعلك مرشحا أكثر من غيرك لهذا التحسس أو غيره من أنواع التحسس.

ثانيا: الحكة حول الشرج:

نعود للقاعدة التي ابتدأنا بها، وهي العلاج السببي، مع العلم بأن الحالة قد تكون تحسسية أو غير تحسسية، ومع ذلك فالعلاج السببي بالوقاية هو الخطوة الأولى.

قد تكون مواد التنظيف التي تنظف بها ما حول الشرج مسببة للأكزيما والتحسس، وقد تكون عملية التنظيف (الرض الميكانيكي) في التنظيف هي التي تسبب الالتهاب، وقد ينجم عن أي من هذين السببين حكة والتي - بدورها - تزيد من تخريش المنطقة وزيادة الأعراض وهكذا؛ وفق حلقة معيبة متطورة.

ولذلك ننصح باستعمال الماء الفاتر للتنظيف، وعدم الوسوسة وعدم المبالغة في الدلك، كما وننصح باستعمال كريم مضاد حيوي مثل الفيوسيدين أو مضاد فطري مثل الإيكونازول، حسب الموجودات السريرية، وذلك لعلاج ما حول الفتحة من حكة وشقوق.

إن لم يتم التحسن خلال أيام، فعندها يجب نفي وجود أسباب أخرى للحكة، والتي يجب علاجها للوصول إلى الراحة.

إن وجود قصة تحسس تدل على التحسس حول الفتحة، وقد يكون هناك حاجة لاستعمال بعض الكريمات الكورتيزونية المخلوطة بالمطهرات، مثل كريم لوكاكورتين فيوفورم.

الخلاصة لشطري السؤال:

ننصح بالعلاج السببي (أي الابتعاد عن السبب)، وننصح بمضادات الهيستامين إلى أن يتم التحسن وعند اللزوم.

وننصح بكريم لوكاكورتين فيوفورم لفترة محدودة، وإن لم يتم التحسن ننصح بمراجعة طبيب أخصائي للفحص والمعاينة، وإجراء ما يلزم من الإجراءات الاستقصائية التشخيصية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً