الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للحمل والولادة علاقة بتشتت الذهن والتلعثم وفقدان الثقة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة متزوجة، وقد أنعم الله علي بحملي الأول، وقد عانيت في الولادة حيث أنني احتجت للطلق الصناعي لمدة دامت 6 أو 5 أيام تقريباً، وبعد الولادة لاحظت أن قدرتي على الكلام لم تكن كالسابق، أتلعثم كثيراً، وقدرتي على التركيز قلت كثيراً، ولا أعطي أهمية لكلام المتحدث معي، فيتشتت ذهني، وأطلب منه إعادة كلامه، أو لا أكترث لما يقولون، لا أعلم، هل للحمل والولادة تأثير على ذهني؟ حيث كنت أتناول طيلة أشهر الحمل (الدفاستون) لتثبيت الحمل و(الأسبرين) لمنع تخثر الدم.

كما أعاني من فقدان الثقة بالنفس في بعض الأحيان، وفي أحيان كثيرة أشعر بعدم الثقة في قدرات المحيطين بي، كما أعاني من المزاجية والهروب من بعض الأشخاص الذين أشعر بأن لهم القدرة الكلامية القوية، والذين يؤذون مشاعري وبقوة، حاولت استخدام زيت السالمون لأنه غني باوميغا 3 ، لكن لم أنتظم على تناوله، أتمني أن تصفوا لي علاجا لحالتي حيث أنني أعمل في مجال تربوي، وأحتاج للقدرة اللفظية القوية والحجج الدامغة في الحديث في حين أن قدرتي الكتابية للتعبير القوي ممتازة.

كل التحية والشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حيدر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أسأل الله تعالى أن يجعل مولودك من الصالحين، وأقول لك أن تجربة الولادة خاصة الأولى قد لا تكون سهلة وهي تجربة خاصة جداً بالنسبة للمرأة في ولادتها البكر، يعرف حوالي (60 – 70 %) من النساء قد يصبن بحالة من القلق البسيط، وتشتت في التفكير هذا يبدأ من اليوم الثالث بعد الولادة، وهذه الحالة قد تستغرق أسبوعا إلى أسبوعين وبعدها تنتهي، وهنالك نسبة ضئيلة من النساء ربما تستمر معهن الحالة، بل قد تزداد حدتها وشدتها وتتحول إلى ما يعرف باكتئاب إلى ما بعد الولادة.

أيتها الفاضلة الكريمة أنا لا أرى مؤشرات أنك تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، أعتقد أن الأمر كله ناتج من الإجهاد الذي حصل في فترة الولادة، حالة القلق البسيطة التي تحدث معك بعد ذلك، أنت محتاجة إلى أن تكوني أكثر إيجابية في تفكيرك، بأن تمارسي الرياضة، وأن تطبقي تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جداً ولكيفية تطبيق هذه التمارين أرجو أن تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح ذلك.

أيتها الكريمة أخذ قسط كاف من الراحة، الراحة وسيلة مطلوبة لترميم خلايا الدماغ والنفس البشرية، ولا شك في ذلك، يظهر أنك مجهدة نسبياً ما بين تلبية حاجات الصغير وفي نفس الوقت التوفيق ما بين ذلك ومتطلبات العمل والواجبات المنزلية والزوجية إذن بقدر المستطاع حاولي أن تخذي قسطا كافيا من الراحة. لا أعتقد أبداً أنك في حاجة إلى أدوية مضادة للاكتئاب أو القلق أو التوتر.

أنا أوافق تماماً على تناول (اوميغا) في هذه الحالات البسيطة كما أنه سليم جداً لك، أرجو أن تنتظمي عليه لمدة شهرين على الأقل، أنت مطالبة بالتفكير الإيجابي هذه الوسيلة الجيدة لتحسين الثقة بالنفس، وتثبيت المزاج، الثقة النفس تأتي من خلال أن يحكم الإنسان على نفسه بأفعاله وليس بمشاعره، وهذا يعني أن يحسن الإنسان إدارة الوقت ليكون منجزاً ومنفذاً للمتطلبات الحياتية وبجودة عالية، وهذا يجعل الإنسان ناجحا في إدارة حياته، أنت تربوية وتعرفين ذلك جيداً، لا شك أن الاطلاع والأخذ بنواصي المعرفة هو من أهم الوسائل لتقوية الحجة والقدرة على التحاور.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأنا على استعداد تام بأن نتواصل معك متى ما رأيت ذلك ضرورياً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً