الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإجهاض المتكرر؛ نصائح وإرشادات

السؤال

أنا متزوجة منذ 6 سنين ونصف، أول زواجي سافر زوجي بعد شهرين، وما حملت، وبعدها بسنة وصل وحملت، وكان أول حمل كان توءم، لكن كان كيسا فارغا، والجنين الآخر كمل للشهر الرابع، وتوقف النبض، ونزل الاثنان، ثم ثاني مرة حملت ووصلت للشهر الثالث، وتوقف النبض، وعملت تنظيف، ونزل.

لكن في الحمل الأول، عملت تحاليل الفيروسات وكانت سليمة، كلها وحللت الجنيين، وكانت نتيجة التحليل التهاب في المشيمة.

وبعد ذلك حملت للمرة الثالثة، ونزل على شهرين يعنى توقف النبض أيضا، وأيضا حللت تحاليل كثيرة، منها تحليل الغدة، وتحاليل هرمونات، وأيضا تحليل وراثية وجينية، أنا وزوجي، وأعدت تحاليل الفيروسات مرة أخرى، وكل تحاليلي سليمة، وكل الأطباء الذين ذهبت لهم قالوا لي: ليس عندك أي سبب للإجهاض.

وحملت للمرة الرابعة، وبعدها عملت أشعه بالصبغة، وأيضا عملت منظار، وأيضا سليم، والحمد لله، وحملت للمرة السادسة، وبعدها أعطاني الدكتور علاجا، وقال لي امشي عليه من قبل أن يحصل الحمل، وهو عبارة عن:

1ـ حقنه هيبارين في الأسبوع.
هوستاكورتين مرتين في اليوم،
فوليك اسيد.
سيلينيوم.
اسبرين أطفال.
حقنه بنسيلين طويل المفعول مرة كل أسبوعين.

ولما بدأ الحمل المرة السابعة مشيت على:

لبوس برنتوجيست مرتين في اليوم.
حبوب يتروجيستان 3 مرات في اليوم.
وهيبارين 5000 مرتين في اليوم.
وهوستاكورتين مرتين في اليوم.
والفوليك اسيد واسبرين الأطفال.

وأيضا أجهضت للمرة السابعة، لا أعرف ماذا أعمل بعد هذا؟ احترت هل العلاج الذي آخذه سليم أم لا؟ مع أني آخذه من غير ما أعرف سبب الإجهاض.

انصحوني ودلوني؛ لأني تعبت نفسيا، وجسميا.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مدام هشام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

وإن كانت كل التحاليل عندك وعند زوجك طبيعية -كما ذكرت- فإن الحالة تسمى (حالة إجهاض متكرر غير مفسر)، والحقيقة أن هذه الحالة تشكل ما قيمته 50% من حالات تكرر الإجهاض, أي أن نصف عدد السيدات اللواتي يتكرر لديهن الإجهاض بهذا الشكل لا يكون هنالك سبب واضح, رغم عمل كل الاستقصاءات الطبية المتعارف عليها, وهذا ما يضع الزوجين والأطباء في حيرة.

والخبر الجيد في مثل هذه الحالات -التي لا يتبين فيها سبب- هو أن احتمال نجاح حمل جديد يبقى قائم وبنسبة جيدة، قد تصل إلى نسبة 60% بإذن الله, وتبقى أفضل نصيحة يمكن تقديمها في هذه الحالات هي: عدم اليأس، والمحاولة من جديد.

بالطبع ـيا عزيزتي- كلامي هذا هو على افتراض بأن كل التحاليل اللازمة قد تم عملها، وكانت طبيعية، وأنصحك بتجربة تناول مضاد حيوي مدة أسبوعين قبل محاولة الحمل من جديد, وذلك لعلاج أي التهاب كامن، وغير ظاهر في عنق الرحم, ويمكن تناول نوع مثال ERYTHROMYCIN , DOXYCYCLIN، وأنصحك بالابتعاد عن أجواء التدخين، وكل ما يشابهه مثل الأرجيلة, مهما كانت خفيفة, فلقد ثبت حديثا بوجود دور حتى للتدخين السلبي في حدوث الإجهاض.

كما يجب الابتعاد عن كل الملوثات الكيماوية قدر الإمكان, مثل العطور، ومعطرات الجو، ومستحضرات التنظيف المنزلية، والأطعمة المحفوظة، وكل ما يدخله مواد كيماوية غير معروفة التأثير، وعليك بالتقليل من تناول كل ما يحتوي على الكافئيين، مثل الشاي، والقهوة والشكولاتة، وحتى المشروبات الغازية، وإن كان وزنك فوق الحد الطبيعي، فيجب العمل على خفض الوزن ليكون مناسبا للطول, فالسمنة تعتبر من العوامل التي تزيد من نسبة حدوث الإجهاض.

كما أنني أرى من المفيد بالإضافة إلى ما تناولت من أدوية, أن تجربي تناول حبوب (الغلكوفاج) قبل حدوث الحمل، والاستمرار عليها بعد حدوثه, فلقد تبين حديثا بأن بعض حالات الاضطرابات الهرمونية لا تكون ظاهرة بوضوح، فتسبب الإجهاض, وأن تناول دواء (الغلكوفاج) قد يفيد في منع هذه الاضطرابات، وبالتالي منع الإجهاض, وهو دواء آمن، ولا يضر الحمل إن شاء الله.

وأود أن أقول لك بأن هنالك اتجاه حديث ينصح باللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب في حال تكرر الإجهاض, مع عمل دراسة صبغية للأجنة قبل إرجاعها للرحم, واختيار الأجنة الطبيعية منها ثم إرجاعها, ففي هذه الحالة لوحظت نسبة نجاح جيدة جدا للحمل بإذن الله, وهذا ما يتم اتباعه حاليا في أمريكا, بالطبع هذا إن كان لديكما الاستعداد النفسي والمادي لمثل هذه العملية, وأن توافر في المركز قسم لدراسة صبغيات الأجنة بشكل دقيق قبل إرجاعها.

كل ما سبق هو عبارة عن أخذ بالأسباب, ويبقى التوكل على الله عز وجل هو الأهم فهو خير الرزاقين.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك عما قريب بما تقر به عينك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً