الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخبر عن ذنب تبت منه؟ وما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ سنتين كنت ارتبطت بشاب, وكانت كل علاقتي به بالهاتف, أي أن العلاقة كلها لم تتعدَ الكلام, وربنا أكرمني -والحمد لله- وتركت الموضوع هذا, والفكرة نفسها, وربنا يتقبل مني, ويرزقني الثبات.

استفساري: أنا لم أخبر أحدًا بالموضوع، لأني أولًا: أعرف أنه خطأ.
ثانيًا: حتى لا يكون من باب الجهر بالمعصية, أو التفاخر بها.

لو أن أحدًا سألني: هل ارتبطت أو صاحبت -علمُا أن هذا السؤال بين البنات يجيء من باب الكلام, ليس أكثر, أو لو أراد ربنا أن يكون هناك ارتباط شرعي- هل أكذب وأقول: لا, من باب أن ربنا سترني، وحتى لا أفضح نفسي، وعفا الله عما سلف، لأجل ألّا يكون من باب الجهر, وأدع الموضوع سرًّا بيني وبين نفسي, وأعيش حياتي الطبيعية أم من اللازم أن أرد على من سألني بصراحة وأقول: نعم، ولو أني تبت إلى الله؟ وإذا كان ارتباطًا أليس من حقه أن يعرف عني كل شيء؟

وإذا كان من حقه أن يعرف كل شيء, فهل يلزم أن أخبره بالذي حصل بالتفصيل أم يكفي مجرد المعرفة؟

أنا ما أعرف ما الصحيح, ففهِّموني باللهِ عليكم.

جزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أرجو من الله القبول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبًا بك -ابتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك كل خير, ويصرف عنك كل سوء ومكروه.

نحن نهنئك أولًا بتوبتك من هذه المعصية، ونسأل الله تعالى لك الثبات على التوبة والاستقامة، ونوصيك بالتعرف على الفتيات الصالحات، والنساء الطيبات، واشغلي نفسك ووقتك بالبرامج النافعة، في أمر دين, أو دنيا حتى لا يجرك الشيطان من خلال فراغ للوقوع في معصية أخرى.

أما ما سبق -أيتها الكريمة-: فإن الواجب عليك أن تستري على نفسك، ولا تحدثي بهذا أحدًا من الناس كائنًا من كان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث من أصاب شيئًا من هذه القاذورات -يعني الذنوب- فليستتر بستر الله، فما دام الله عز وجل قد ستر عليك فأكثري من شكره تعالى وحمده على أنه لم يفضحك حتى لا تصبحي حديث الألسن، ومن شكر هذه النعمة الاشتغال بطاعة الله تعالى، وملء الوقت فيما يرضيه سبحانه.

إذا سألت فلك أن تستعملي المعاريض من الكلام، والمعاريض تعني الكلمات التي تقصدين بها شيئًا, ويفهم المستمع منها شيئًا آخر، وفي هذه المعاريض ما يكفي ويغني عن الكذب، فإذا سئلت هل ارتبطت بأحد أو كلمت أحدًا؟ فقولي: لا، وتقصدين بذلك الوقت الذي تسألين فيه, أو قبله بيسير، أو نحو ذلك من النيات التي تظهر في الكلام عن ظاهره، وبذلك تخرجين من مأزق الكذب، وتحافظين على ستر نفسك، وعلى فرض أنك اضطررت أن تجيبي جوابًا صريحًا لم تستعملي فيه المعاريض فإن هذا من الكذب الذي يباح عند العلماء, أو عند بعضهم على الأقل؛ فإن الكذب إذا تعين أنه وسيلة لمقصد صحيح, يعني لم يجد الإنسان وسيلة أخرى للوصول إليه، فإنه يباح له ما دام ليس فيه ضرر على الناس، وبهذا قال جماعة من الفقهاء.

نصيحتنا لك: أن تواصلي الستر على نفسك، وأن تكثري من شكر الله تعالى عليك، وأن تأخذي بالأسباب التي تحميك, وتحرس من الوقوع في هذا النوع من المعاصي مرة أخرى.

نسأل الله تعالى لك التوفيق لك خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً