الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي عندها تشنجات تتمثل في ارتخاء جسمها وعيونها، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد

بداية أتوجه لكم بالشكر الجزيل على ما تقدمونه وتبذلونه من جهد خدمة للإسلام والمسلمين في كافة نواحي الحياة.

أود أن أعرض عليكم الحالة التالية.

لدي ابنه تبلغ من العمر الآن ثمانية أعوام في بداية عمرها في الشهور الأولى كانت تتعرض لتشنجات تتمثل في ارتخاء جسمها وعيونها، ولم أقم بعرضها على أي طبيب لاعتقادي أن حالتها طبيعية، وقد انقطعت هذه الحالة بعد تكرارها عدة مرات إلى أن عادت إليها بعد سنوات، وهي الآن تبلغ ثمانية أعوام.

أما الآن فقد عادت إليها بشكل تشنجات وبعدة مرات، وكانت تتمثل على النحو الآتي.

المرة الأولى:
تشنج اليد اليمين كاملة.
تشنج الشفاة.
ثقل باللسان بحيث لا تستطيع التحدث.
خروج اللعاب من فمها بكثرة.

وتستمر الحالة لمدة خمسة دقائق تقريبا، ومن ثم اختفت تدريجيا.

تم عرضتها على استشاري الأطفال المختص بالأعصاب وبعمل التخطيط على الرأس، والرنين المغناطيسي اتضح وجود شحنات كهربائية في الجانب الأيمن من المخ
ووجه أن يتم الانتظار بدون علاج إلى أن تظهر الأعراض مرة أخرى.

وبالفعل بعد أيام ظهرت الحالة، ولمرتين متتاليتين بنفس اليوم خلال 24 ساعة، وبنفس الأعراض، ولكن بالجهة اليسرى وبشكل أقوى في اليد، والشفة، وكانت لا تستطيع الكلام،
علما بأن جميع هذه المرات عندما تكون مستيقظة، وبإحدى المرات وهي تستخدم الأيباد، ولم يغب عنها الوعي، وكانت تفهم ما نقول، ولكن لا تستطيع التحدث.

عندها قام الاستشاري بصرف علاج (التوباماكس)، وكانت الجرعة ابتداء من 25 إلى أن وصلت 100 خلال أربعة أسابيع 50 صباحا 50 مساء لمدة سنتان.

وباستمرار العلاج لم تتعرض للحالة، ولمدة أربعة أشهر تقريبا مع ظهور بعض الآثار للدواء، كالعصبية، والشك، وسرعة الغضب، وكثرة الصداع.

هذا وقد تم السفر لألمانيا وبالتحديد بالمستشفى الجامعي في بون وتم عرض الحالة عليهم، وأفادوا بأنه لا خطر عليها ويمكن تدارك المرض باستمرار الانقطاع على الدواء لمدة سنتين تقريبا مع احتمالية رجوعه قبل انتهاء سن المراهقة،
وأفاد الطبيب انه يرى أن يتم تغيير الدواء في حال تدني مستواها الدراسي من توبا ماكس لكبيرا.

والآن قبل يومين تقريبا شعرت بدوخة شديدة مع ثقل في اللسان، ولكن لم تكن كالمرات السابقة في قوتها.

سؤالي: هل ترون سيادتكم أن استبدل العلاج من التوباماكس إلى الكيبر؟ أم أستمر بنفس العلاج؟ أم كما قد رأى الاستشاري أن يتم زيادة جرعة التوباماكس لتصبح من 100 إلى 125 / 50 صباحا و75 مساء مبررا ذلك بزيادة وزنها.

هذا، وأسأل الله لكم الأجر، والثواب على سعة صدوركم وآسف للإطالة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

زيادة جرعة الدواء أمر طبيعي مع تغير وزن الطفل؛ لأننا نحسب الجرع على وزن الطفل؛ ولأن العلاج مدته طويلة ونستمر عليه فترات، فيجب تعديل الجرعة مع زيادة الوزن.

بالنسبة لتغيير الدواء من (التوباماكس للكيبرا )، فلا يوجد داعي لذلك طالما أن الطفلة حالتها مستجيبة للعلاج بالتوباماكس، ولا تحدث لها النوبات وأهم عنصر في علاج التشنجات العصبية بأنواعها المختلفة هو الانتظام في إعطاء العلاج، وعدم إيقافه إلا مع مرور سنتين بدون نوبات، ويتم الإيقاف تحت إشراف الطبيب وبالتدريج.

كل الأدوية الخاصة بالتشنج العصبي لها آثار جانبية ودواء (التوباماكس) من تلك الأدوية، ولكن بالمقارنة بغيره من الأدوية القديمة لعلاج التشنجات يعتبر أقل في الآثار الجانبية.

الكيبرا غالباً ما يستخدم في الحالات المقاومة للعلاج المعتاد ويستخدم في الغالب في حالة استجابة حالة ابنتك للكيبرا وحده إذا أوقفنا التوباماكس.

لذا ما ننصح به أنها طالما حالتها مستجيبة للعلاج بالتوباماكس فلا داعي لتغيير العلاج، ولنستمر كما هو مقرر لها، ولنحافظ على انتظام الجرعات العلاجية.

والله الشافي المعافي.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً