الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للدوجماتيل علاقة بالضعف الجنسي وفقدان الرغبة الجنسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2131086) بالفعل أخذت بنصيحتكم وقمت بالذهاب إلى طبيب باطني والذي قلتموه حدث بالفعل؛ حيث ذكر الطبيب أن تلك مشكلة نفسـية عضوية, وكتب لي دوجماتيل (100) مجم مرة واحدة، بعد العشاء لمدة شهر, وبالفعل تأكدت أن الموضوع نفسي، فأنا خرجت من عند الطبيب وقد اختفت (30%) من الأعراض, وبعد(5) أيام فقط من تناول الدوجماتيل اختفت الأعراض كلها, رغم أن بعض الأعراض "الرعشة الداخلية" عاودت الظهور لكن على فترات بسيطة, وبشكل عام تأكدت من كوني سليماً عضويًا، ولم أعد قلقًا مثل السابق, في الأسبوع الثاني من تناول الدوجماتيل أصبت بانفلونزا واحتقان شديد في الحلق, وقمت بتناول المضادات الحيوية "فلوموكس" و "سيبروفار" مع مخفض للحرارة "سيتال" وبالطبع لم أتوقف عن تناول الدوجماتيل, وبعد أن تعافيت من الأنفلونزا اكتشفت فجأة إصابتي بفقدان الرغبة الجنسية, واكتشفت أنه لا يوجد انتصاب تقريبًا, وإن حدث فهو ضعيف جدًا, توقفت منذ أمس عن الدوجماتيل لأني ظننت أنه السبب, كما ذكرت في الاستشارة السابقة لم تكن هناك أي مشكلة في العلاقة الزوجية حتى في أول أسبوع من تناول الدوجماتيل كانت العلاقة مثالية, لكن بعد الأسبوع الثاني حدث ما حدث.

فهل للأمر المفاجئ علاقة بالدوجماتيل؟! مع العلم بأنه توجد آلام بسيطة أسفل البطن وما بين التقاء الفخذ بالبطن, وهي آلام كانت تحدث أثناء العلاقة الجنسية في السابق، لكنها الآن مستمرة وتشبه وجود ثقل في تلك المنطقة, لكنها في العام بسيطة، ولا أدري هل القولون العصبي يمتد إلى تلك المنطقة أم لا, لا أدري حقًا هل الموضوع نفسي أو عضوي "بروستاتا أم دوالي خصية أو شيء من هذا القبيل"؟ هل هو الدوجامتيل؟! لا أريد أن أدخل نفسي في متاهات, ولا أريد الذهاب حاليًا لدكتور أمراض ذكورة حتى لا أدخل نفسي في متاهات أخرى.

ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ح. أ. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك ثقتك في إسلام ويب، ونحمد الله تعالى أن أمورك قدت حسنت، وما حدث لك من سلبيات حول الرغبة الجنسية -إن شاء الله تعالى- هو أمر عابر وسوف يزول.

بالنسبة لعلاقة الدوجماتيل بالرغبة الجنسية: الدوجماتيل قد يؤدي إلى ارتفاع في هرمون الحليب، وهذا الهرمون موجود لدى النساء بالطبع، وكذلك لدى الرجال لكن بنسبة أقل، بالنسبة للنساء ارتفاع الهرمون يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وبالنسبة للرجال قد يؤدي إلى ضعف في الرغبة في العلاقة الجنسية، لكن جرعة (100) مليجرام من الدوجماتيل لا نعتبرها جرعة مؤثرة تأثيرًا سلبيًا على مستوى هرمون الحليب، أو الذي يعرف باسم (برولاكتين) هذه التأثيرات تحدث مع جرعات كبيرة (400) أو (500) أو (600) مليجرام في اليوم.

عمومًا: الطريقة العلمية المثلى في مثل هذه الحالات هو أن تقوم بفحص هرمون الحليب، وكذلك هرمون الذكورة إن كان ذلك ممكنًا، أنا لا أريد بالطبع أن أُدخلك في أي متاهات طبية، لكن أعرف تمامًا أن هذه الأمور أيضًا إذا التصقت بأذهان الناس وتفكيرهم – أي الأمور الجنسية – قد يزداد لديهم نسبة القلق، ويعرف أن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل في المعاشرة الجنسية بين الزوجين, فإن قمت بهذا فهذا أمر جيد.

الحل الآخر هو أن تتوقف عن الدوجماتيل، حتى وإن كان قد أفادك فيما مضى، لكن لنجعل تأثيره ينتفي تمامًا يمكن أن تستبدله بعلاج آخر بسيط مثل عقار بسبار (بسبارون) هذا لا تأثير له مطلقًا على الأداء الجنسي أو الهرمونات الذكورية، وجرعته هي (5) مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم ترفع إلى (10) مليجرام صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم (5) مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

وفي ذات الوقت يعتبر أيضًا عقار تفرانيل والذي يعرف علميًا باسم (إببرامين) من البدائل الجيدة جدًّا للدوجماتيل وكذلك البسبار، تناوله بجرعة (25)مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ربما يكون كافيًا كبديل للدوجماتيل وكذلك بديلاً للبسبار.

بالنسبة للألم الذي تحس به: الاحتمالات كثيرة، احتمال أن يكون نوعاً من الانشداد العضلي، لا أعتقد أن ذلك ناتج من القولون العصبي، وهنالك احتمال آخر هو: قد يكون هنالك نوع من التحقن في الحبل المنوي، أو نوع من دوالي الخصية المرتفعة نسبيًا، هذه كلها احتمالات واردة، وحين نقول احتمالات يعني أنها قد لا تكون موجودة أيضًا بنفس المستوى.

أعتقد بأنك تحاول أن تجاهد الأمر، مارس بعض التمارين الرياضية، وإذا استمر معك هذا الأمر يستحسن أن تقابل طبيباً مختصاً بالمسالك البولية، حتى يتأكد من مستوى دوالي الخصية، وهذا الفحص بسيط جدًّا.

أمورك مطمئنة، أمورك كلها جيدة، -وإن شاء الله تعالى- ما انتابك الآن إن كان من الدوجماتيل أو كان من الانفلونزا؛ لأن كثيرًا من الالتهابات الفيروسية خاصة الأنفلونزا قد يعقبها نوع من الشعور بعسر المزاج، قد لا يحس به الإنسان ككدر أو كحزن، لكن ربما تنتج عنه أحوال وتغيرات مثل ضعف الرغبة الجنسية أو شيء من هذا القبيل.

هذه مجرد افتراضات وددت أن أذكرها لك، ولكن الأمر كله في نهاية الأمر هو عابر وبسيط، إن كان سببه الدوجماتيل أو سببه الأنفلونزا يجب أن لا تشغل نفسك به، لأن التجاهل هو أيضًا نوع من الحل، وقد عرضتُ عليك حلولاً سابقة، وأريد أن أحتم بأهمية وضرورة ممارسة الرياضة ففيها خير كثير، وعليك بالتفكير الإيجابي، ولا تنس أن التحسن الملحوظ والشديد الذي طرأ على حالتك بعد أن قمت بمقابلة الطبيب وتناول الدوجماتيل، هذا التحسن دليل قاطع على أن حالتك هي من الحالات الجيدة من ناحية الاستجابة للعلاج، وهذه نعمة كبيرة وفضل من الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وثقتك في شخصي الضعيف.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا

    حدّث لي نفس الامر مع استخدام الدوجماتيل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً