الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود آداب الرجل في بيته بوجود نساء أجنبيات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هي الآداب التي يجب على الرجل الالتزام بها في بيته أثناء وجود نساء أجنبيات مع زوجته دون محارمهن الذكور أو أزواجهن، كزوجة رجل آخر وصديقة زوجته؟ هل له أن يدخل البيت أم عليه المغادرة؟ هل له أن يتحدث كما يشاء؟ هل من الأدب الصخب وممازحة الأهل والأولاد بصوت مرتفع على مسمع من النساء الأجنبيات؟

باختصار: إلى أي حد تصل حرية الرجل في بيته بوجود نساء أجنبيات؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
لا شك أيها الحبيب أن فتنة المرأة على الرجل من أعظم الفتن الذي خافها النبي - صلى الله عليه وسلم – على الأمة، ولذلك حذر منها ومن الوقوع فيها غاية التحذير، كما أن الله سبحانه وتعالى شرع في كتابه الكريم الكثير من الأحكام الذي يُقصد من ورائها حماية الرجل من الوقوع في هذه الفتنة، وحماية المرأة أيضًا من الوقوع فيها، وما ذاك إلا لعظم فتنة الرجل بالمرأة، فهي كما قال عنها النبي - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: (ما تركتُ بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء).

الأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان) وقال: (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).

النصوص في هذا المعنى كثيرة، وهذا يؤكد أهمية الاحتياط من الوقوع في هذه الفتنة، ومن أجل ذلك فرض الله عز وجل الحجاب على النساء وحذر الرجال من الدخول على النساء، وقال: (إياكم والدخول على النساء) وأمر الله تعالى بغض الأبصار، فأمر المؤمنين بغض أبصارهم عن النساء اللاتي لا يجوز لهم النظر إليهنَّ، وأمر بذلك أيضًا المؤمنات، وحرم النبي - صلى الله عليه وسلم – خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه، وحرم مسّها، وكل هذا سدّ لذرائع الفتنة.

إذا علمنا هذا أيها الحبيب بقي بعد ذلك أن نتقي الله تعالى بقدر استطاعتنا، وأن نفعل ما بوسعنا لتجنب هذه الفتنة، فمما يجب أولاً غض البصر عن الأجنبيات امتثالاً لأمر الله تعالى في كتابه، ومما يجب ثانيًا عدم الخلوة بواحدة منهنَّ، ومما يجب ثالثًا عدم الاختلاط بهنَّ عند عدم الخلوة إذا كانت الواحدة منهنَّ غير مرتدية لحجابها.

مما يُمنع منه أيضًا الحديث مع المرأة بكل كلام فيه إثارة للفتنة، فقد نهى الله عز وجل في كتابه الكريم أمهات المؤمنين عن الخضوع في القول، وعلل ذلك بقوله: {فيطمع الذي في قلبه مرض}.

هذه هي الآداب التي ينبغي للإنسان أن يلتزمها مع النساء الأجنبيات في بيته، فلا يخلو بواحدة منهنَّ، ولا ينظر إليها، ولا يحضر مجلسها عند عدم الخلوة إذا كانت غير محتجبة، ولا يفعل شيئًا من التصرفات أو يقول شيئًا من الأقوال قد يؤدي إلى إثارة الفتنة وإحداث المرض في القلب، كالمزاح أو نحو ذلك، وهذه الآداب العامة إذا التزمناها فإننا سنبقى إن شاء الله في مأمن من هذا كله.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً