الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من بقع داكنة على الخدين، ومن حساسية الشمس، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.
أعاني ما يقارب السنتين من بقع داكنة (سوداء) على الخدين، وكذلك على الأنف، على شكل دائرة.

ذهبت لأخصائي جلدية فوصف لي كريمات مبيضة، خفت لكن بعد التوقف رجعت ثانية، وإضافة لذلك بدأت الحساسية من الشمس، وصف لي واقٍ للشمس تركيز 2 بالمائة، رجعت البقع، ثم استخدمت مادة أضعها على البقع فتقشر الجلد طبقة تلو أخرى، وهذه المادة وصفها لي صاحب مشغل، وهي عند وضعها فإنها شديدة الحرارة، وفي الصباح يتقشر الجلد الموضوع عليه المادة طبقة طبقة، وفعلا اختفت البقع ولكن بعد فترة رجعت، وأصبحت الحساسية من الشمس أكثر، ثم استخدمت وصفة الدكتور جابر وهي: زيت اللوز الحلو، مع الجوزة، توضع في اليل، وفي الصباح أغسلها في صابونة (نيتروجينا)، وفعلا خفت بعد شهر من الاستخدام، ولكن الحساسة من الشمس لا زالت، بل أحيانا لابد من استخدام الماء البارد لكي يخف الاحمرار، مع العلم بأني لا أخرج للشمس إلا فترات قليلة، فلا أعلم هل أتوقف عن هذا العلاج وماذا أفعل من حساسية الشمس؟ وماهي الصابونة المناسبة؟

أرجو الرد؛ لأني تعبت، صار لدي عقدة من هذا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا وقد كنا قد أجبنا سابقا عن سؤال مشابه، ولكن حفاظا على خصوصية السائل سنورد أدناه نسخة معدلة بما يتناسب مع سؤالكم:

الوجه هو أكثر موضعٍ يتعرض للشمس، والشمس تلعب دوراً هاماً في تصبغات الوجه، وهناك العديد من العوامل المساعدة على هذا التصبغ، مثل لون البشرة الأصلي، والهرمونات، والأدوية المأخوذة موضعياً أو عن طريق الفم، والعطور، والعوامل الموضعية، مثل الدلك والفرك، والرضوض الخفيفة والمتكررة، والقابلية الفردية، ونادراً التسمم ببعض المعادن الثقيلة.

فيما يلي بعض النصائح العامة لتجنب التصبغات في الوجه:

1- تجنب التعرض للشمس؛ لأنها تحرض تشكيل الصباغ في الجلد، أما إن كان هناك ضرورة للتعرض فبالحاجز القماشي، أي استعمال الغترة أو استعمال واقيات الضياء، وهناك مستحضرات حديثة للجلد الحساس يسجل عليها ذلك، والذي ذكرتموه في السؤال 2% ضعيف جدا، بل ينبغي أن يكون واقي 50% فما فوق، وهو جيد كوقاية ولكنه ليس علاجا.

2- استعمال مضادات التأكسد الموضعية، أو عن طريق الفم، وخاصةً مستحضرات الفيتامين سي أو إي، وكذلك مستحضرات البيتا كاروتين.

3- استعمال المواد القاصرة (أي المبيضة) مثل (مركبات الإلدوكين 2% أو 4%، تُدهن مساءً مع الدلك اللطيف)، تُستعمل لمدة شهرين أو أحياناً أكثر، ويجب أن تطبق فقط على البقع السمراء، ويجب الانتباه إلى أن الإفراط في استعمالها قد يؤدي إلى نقص اللون في الجلد، (ويلاحظ أن 2% أقل فاعلية وأكثر احتمالاً والعكس 4% أكثر فاعلية وأقل احتمالاً) ومركبات أخرى كثيرة، منها الجديد ومنها القديم.

بيوديرما وايت أوبجيكتيف.
فيدينغ لوشن لشركة غلايتون.
ديبيغمنتين.
أتاشي كريم.
تريتينوين.
ديرما لايت.
مستحضرات ريكسول للتبييض.
وكريم سويا يونيفاي.
اكلين.
يونيتون 4 أدفانسد.

هناك كريمات تحتوي على مستحضرات طبيعية مثل: (dermawhite cream، rootage skin cream أو derma clinic whitening cream).
لايتينكس لشركة فارماكلينيكس.

4- استعمال مستحضر فيتامين أي الحامضي (ريتين أي)، يحدث تقشيراً تدريجياً يؤدي إلى تحسين المنظر العام للبقع، ولكن يجب استعماله لدورات عديدة: الدورة فيها لا تقل عن 6 أسابيع، وقد ذكرناه مفصلاً وكذلك طريقة الاستعمال في عدة إجابات لا داعي لإعادتها.

5- تجنب دهن العطور على الوجه، أو دهنها ليلاً ثم غسلها قبل الخروج؛ لأن العطور المدهونة لو تعرضت للشمس لأحدثت تفاعلاً يؤدي إلى التصبغ يسمى (بيرلوغ ديرماتايتيس).

6- التقشير الكيميائي بيد الطبيب المختص، ويترك للطبيب الفاحص المعالج اختيار المادة والتركيز؛ لأنها ليست من الإجراءات البسيطة، ويفضل أن يكون بمركبات الألفاهيدروكسي اسيد وليس تي سي إي.

7- يمكن استعمال صابون سائل يحوي مادة (الفا هيدروكسي اسيد) بتركيز خفيف، أو كلايتون جيل 9؛ وذلك لغسل الموضع مرةً مساءً كل يوم لمدة دقائق يتلوها دهان (فيدينغ لوشن) أو غيره من المواد القاصرة المذكورة أعلاه.

8- السنفرة أو حف الجلد، وقد قل استعمالها كثيراً بوجود البدائل، وأيضاً يترك للطبيب الفاحص المعالج الاختيار؛ لأنها من الإجراءات الجراحية التخصصية، والتي قد لا تُستعمل في بعض أنواع الجلود خاصة الأسمر منها؛ لأنها قد تزيد التصبغ بدل تحسينه.

9- أما الليزر، فهو بحاجة إلى دقة الاختيار، فهو مفيد ولكن إن استعمل بالاستطباب الصحيح، والجهاز الصحيح، واليد الخبيرة الأمينة، وقد يكون من آثاره الجانبية تشكل سواداً عميقاً صعب العلاج.

10- استعمال بعض المساحيق التي تغطي البقع دون أن تشفيها وهذا إجراء تجميلي.

11- وحديثاً كريم بيوديرما فوتوديرم ومنه شكلان أحدهما لليل والآخر للنهار.

الخلاصة: نبحث عن السبب ونتجنبه خاصةً الشمس، ونستعمل الكريمات المبيضة القاصرة للون، ونرشح الاستمرار على الريتين إي والفوتوديرم بيوديرما، والمسألة بحاجة إلى وقت وصبر.

ختاما: نود التركيز على النقاط التالية:
إن التحسن على الدواء الموصوف يدل على أنه صحيح ولكن يوجد عوامل إمراضية تعيد الظاهرة بعد تحسنها فيجب البحث عنها وتجنبها.

الوصف للكريمات التي أعطيت لك لم تحدد نوعها واسمها وتركيبها، فلا نستطيع الحكم عليها مهما كان تأثيرها وخاصة ما أدى إلى التقشير.

لا ننصح بالوصفات غير المرخصة مثل: وصفة فلان وفلان! بل نريد مستحضر مصنع في معمل مرخص، ويحمل مسؤولية مستحضراته وواضح التركيب والتركيز عليه.

أنت تعاني أيضا من حرق الشمس، ولا بد لك من الاطلاع على الاستشارة رقم (18594) حول الموضوع مع وجود بعض الإضافات في الرقم (298412).

كل ما سبق وذكرناه يجب أن يتوّجُه المتابعةُ مع طبيب مسؤول، فهذه الاستشارات هي تثقيفية إرشادية وليست عيادات، وليست أيضا بديلا عن العيادات، لأن ما يتم في العيادة لا يمكن الاستغناء عنه بشيء عن بعد.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً