الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي تضرب أخاها إذا أخذ شيئًا ما من يدها ...فكيف أتصرف معهما؟

السؤال

السلام عليكم،،،

ابنتي عمرها سنتان، و4 شهور، وأخوها سنة وشهران، تحبه، وحنونة معه، ولكنها فجأه تضربه إذا أراد أخذ ما في يدها، ونادرًا ما تضربه من غير سبب.

كيف أتصرف معهما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرًا لك على السؤال.

من نعم الله علينا أن وضع فينا غرائز متعددة, قد نحتاجها في حياتنا، بكل مراحلها، من أجل بقائنا واستمرار حياتنا، ومن هذه الغرائز ربما غريزة التعلق بأسباب الحياة، والدفاع ضد كل ما يمكن أن يهدد وجودنا وحياتنا، ومن هذه الغرائز حبّ التملك.

فحب التملك ليس كله ضار، أو سلبي، فهي غريزة موجودة، ونحتاج إلينا، ولكن يمكن للأخلاق والقيم والدين أن تأتي في مرحلة معينة لتعدل هذه الغريزة، كما تعدل الغرائز كلها، وبحيث تضع لها حدودًا وضوابط وقواعد وأخلاقيات، وإذا نظرنا في كل الغرائز الأخرى، سنجد هذا الشيء.

فطفلتك في هذه السن المبكرة من السنتين والأربعة أشهر لا تعرف طبعًا البعد الأخلاقي للتملك، وأن الأولى بها أن تشارك الأخ الأصغر ما لديها؛ فهي تضربه كلما حاول الاقتراب من أشيائها، فهي لا تفعل هذا عن سوء قصد و"أنانية" فهي لا تعرف بعد مثل هذه الأبعاد القيميّة والأخلاقية، وهنا يأتي دور التربية والتعليم والتوجيه، وهنا يأتي دورك الفعال مشكورة في هذا التوجيه.

ومن النقاط الهامة التي ستؤثر كثيرًا في طريقة تعاملك معها، معرفة أنها لا تفعل هذا عن قصد سيء، وبذلك تنظرين إليها من غير إصدار أحكام أخلاقية عليها، وإنما تنظرين إليها نظرة محايدة، نظرة المربية والمعلمة.

ومثل هذا الاحتكاك بين ابنتك وابنك، ومن خلال تعاملك معهما، وعن طريق توجيهما، يتعلم طفليك الكثير من الأخلاق والقيم, ومهارات التعامل الأسري والاجتماعي.

حاولي كلما نشأ بينهما بعض الاحتكاك السلبي أن تصرفي انتباههما عما يجري بينهما، واصرفي انتباههما إلى شيء إيجابي، مثل "هيا تعالوا نحكي حكاية" أو "تعالوا نلعب" وصحيح أنهما صغار على مثل هذه العبارات، ولكنهما سيتعلمان مع الوقت.

وفقك الله, ويسر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً