الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عشبة الداد المغربية، هل هي ضارة؟

السؤال

نحن في الحمام المغربي نستخدم عشبة الداد المغربية، وبعض الناس يقولون أن فيها نسبة سمية ضعيفة، ولكننا نستخدمها نحن فقط للاستعمال الخارجي، ولا نستخدمها للوجه، ولا نستخدمها للمناطق الحساسة، فهل تضرنا بهذه الطريقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبل الإقدام على استعمال أي مستحضر طبيعي أو اصطناعي علينا أن نتأكد من سلامته.

والتأكد من السلامة لا يكون بالعواطف، كأن نقول استعملته أختي واستفادت. ولا يكون أيضا من خلال منتديات الدردشة المحشوة بالمعلومات العامية، والتي بعضها قد يشكل خطورة.

وأحيانا يتدخل بعض مندوبي البيع دون الإفصاح عن شخصياتهم ويوهمون المنتدى ومن يشارك فيه أنهم منهم، ويروجون لبضاعتهم ولا أحد يدري.

نحن لم نستعمل عشبة الداد المغربية، وبعد سؤالكم بحثنا عنها فلم نجد ذكرها إلا في المنتديات وبكثرة، والمنتديات كما تعلمون هي ليست مصادر موثوقة، ولم نعثر على موقع علمي واحد يحدد ما هي وما تركيبها وما هي العناصر الفعالة التي فيها، وما هي آلية عملها؟ وكذلك لم يتم ذكرها في الويكيبيديا على الرغم من أنها أيضا ليست موثوقة مئة بالمئة؛ لأنها من تأليف المشاركين وليس من جهات مسؤولة، وبالتالي فنحن كأطباء لا ننصح بالمستحضرات غير الطبية، والتي لم يتم تجربتها واختبارها وتأكيد سلامتها وفاعليتها ونشر الأبحاث عنها، فالتركيب ليس سرا.

والمستحضرات غير الطبية الموجودة في الأسواق تزيد عن مليار هنا وهناك، ولا يمكن الإحاطة بها.

كما وأن المستحضر الذي يصل إلى الزبون قبل أن يصل إلى الطبيب هو مستحضر تجاري يحتاج دراسة وتقييم قبل استعماله.

كما وسنورد بعض العبارات التي نعتبرها ضد استخدام المستحضر وتصنيفه على أنه تجاري ومنها:

- يحوي على خلطة من المواد الطبيعية (ولا يحدد ماهي).
- مجموعة من الأعشاب الطبيعية (ولا يحدد ماهي أو يذكر اسمها دون تركيبها).
- ثبتت فاعلية هذا المستحضر في علاج الكثير من الأمراض التي لم يستطع الطب الحديث علاجها.
- حاز هذا المستحضر على العديد من الجوائز الدولية (ولا يحدد ماهي).
- هذا المستحضر ليس طبيا، فلا يحتاج ترخيص، وليس له أعراض جانبية، وهو مأمون ومضمون مئة بالمئة؛ لأنه من مواد طبيعية (أليس التبغ والحشيش والأفيون والهيروئين والماريغوانا مواد طبيعية، وثبت ضررها وحرمتها ومنعها على مستوى العالم )؟!

ختاما: ننصح باستعمال المستحضرات المرخصة من جهات رسمية، وكتب عليها التركيب والتركيز والاستطباب واسم الصانع وتاريخ الصنع، والاستطبابات والأعراض الجانبية وطريقة الاستعمال.

ولكل سائل نقول: إذا أردت الاستفسار عن أي مستحضر فزودنا بالمعلومات التالية:

- الاسم باللغتين العربية والإنكليزية.
- اسم الشركة الصانعة.
- مكونات هذا المستحضر.
على ألا تكون المعلومات مأخوذة من منتديات الدردشة، لما تحويه من معلومات غير مفلترة.

يوجد وكالات عالمية لترخيص الأغذية والأدوية والمستحضرات، فإن تم ترخيص هذه العشبة عندها جاز لنا الإفتاء باستعمالها.

وأحيانا: قد تلجأ النساء إلى مستحضرات تبييض أو تجميل ومرطبات من باب الرفاهة، وليس من باب الحاجة، طمعا في المزيد من التأثيرات الرغوب فيها، ولكن يتبين فيما بعد خطرها بعد فوات الأوان، من ذلك مستحضرات التبييض التي تحوي على الزئبق.

ختاما وباختصار:
لا ننصح باستعمال مواد كيمياوية ولا عشبية ولا محلية ما لم يتم دراستها في مختبرات موثوقة، ويتبين تركيبها ومواصفات كل عنصر من تركيبها، وإلا فنحن نعرض انفسنا لمجهول قد يكون مفيدا وقد يكون ضارا.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب fatima

    la9ad a3jabani hada atafsir ana jarabtoho wa lam a7sol 3la aya natija

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً