الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا الذين يحرجون ويجرحون هم الذين يهتم بهم الناس؟!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

لدي سؤال يحيرني جدا جدا.

لدي صديقة دائما تجرح صديقاتي الأخريات وتحرجهم، مع أنهم يعطونها قدرًا من الاهتمام الزائد ودائما يشتكون منها.

وأيضا لدي أختان إذا غضبتا يجرحان أمي, ويصرخان عليها، وهي مع هذا تستشيرهما دائما وتأخذ برأيهما.

أريد أن أعرف لماذا الذين يحرجون ويجرحون هم الذين يهتم بهم الناس؟!

أريد الإجابة وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال الظريف.

سؤال جيد، ولكن يبدو أن فيه تعميما تنقصه الأدلة، فقولنا: إن الذين يجرحون ويحرجون هم بالضرورة من يهتم بهم الناس، ليس دقيقا، وقد لا يصح في كثير من الحالات؛ فقد يقوم بإحراج الناس وجرحهم من يتجاهلهم الناس, ولا يلقون لهم بالا، وإن كان يحصل عكس هذا في بعض الأحيان، كما ورد في سؤالك؛ حيث تظهر الإساءة ممن نهتم بهم ونقدّرهم!

ولماذا يحصل هذا الحرج أو الجرح ممن نهتم بهم ونقدرهم؟

ربما بسبب أن الذين نهتم بهم، يصبحون قريبين منا جدا، مما يزيد الألفة، ويرفع الكلفة؛ مما يجرؤهم على التعدي علينا، وعدم احترام مشاعرنا، بينما الذين لا نهتم بهم، ولا نلقي لهم بالا، فقد يبقون على مسافة منا، مما لا يشجعهم ولا يجرّئهم على البوح بما في نفوسهم نحونا، الأمر الذي لا يجد القريب منا حرجا من التعبير الصريح عما في نفسه.

والدرس المستفاد من هذا أنه مهما اقتربنا من بعض الناس، ومهما كان الاهتمام الذي قدمناه لهم؛ فالأفضل أن نحافظ على قدر معيّن من الاحترام والتقدير، وأن لا نرفع الكلفة نهائيا، وإنما نحافظ على بعض منها كي تستقيم الأمور، ونبقي الودّ بيننا وبينهم.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً