الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض القلق البسيط وكيفية التخلص منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أولا نشكر القائمين على هذا الموقع جزاكم الله خيرا.

مشكلتي لم أفهمها، أولا بدأت بتسارع نبضات قلبي فذهبت إلى مستشفى وقال لي الدكتور: يجب الذهاب إلى أخصائي نفسي، فأدخلت فكرة في رأسي أنني سأجن، كنت أفكر فيها كثيرا، وكان رأسي يؤلمني كثيرا، صداع فوق العينين، حتى الرؤية كنت أشعر أني تحت تأثير المخدرات تأتيني أفكار كثيرة أقول ليتني أعود كما كنت كل يوم عندما أستيقظ أفكر فيها وأبدأ أبكي، وأقول يجب أن أنساها، كانت تقلقني كثيرا وتجعلني ضعيفا، لكن عندما دخلت إلى هذا الموقع استفدت كثيرا، وتحسن حالي عندما قرأت إجابات الدكتور القدير/ محمد عبد العليم.

سؤالي يا دكتور: هل سيتحول مرضي إلى مرض عقلي؟ وهل سأظل هكذا؟ وما هو المرض الذي أعاني منه؟ علما بأني أدرس عاديا، أضحك، أستمر في حياتي عاديا، لكن أحس أني لست عاديا في بعض الأحيان عندما أفكر أنني مريض، فهل أنا مريض؟ وكيف أنزع هذا التفكير من رأسي؟

بعض الأحيان أراقب نفسي أخاف أن أفعل شيئا يفعله المجانين، أحيانا أقول أنني نسيت كيف أعيش، أريد أن أنسى أنني مريض، أنا في أسبوعين لم أبك، لكن هذه الفكرة تطاردني، هل سأجن؟

أحيانا أقنع نفسي أنني لا أعاني من أي شيء فأرتاح، لكن سرعان ما يدخلني الشك، أقول أنك مريض وأخاف، أشعر أنني نسيت شيئا، أي أنني لم أعبر جيداً، حبذا لو عرفت ما هو الشيء الذي أعاني منه!

شكراً جزيلا دكتور، جزاك الله خيرا أخرجتني من حالة الكآبة، وأرجو بإجابتك أن تفسر لي ما يحدث معي وأن ترشدني.

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طاهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن تسارع ضربات القلب من أكثر أسبابه -خاصة في مثل عمرك- نوبات القلق البسيط، وهنالك نوع من القلق يسمى بنوبات الهرع أو الهلع، تسبب تسارعا في ضربات القلب، وشعورا بالقلق، وكتمة في الصدر، ومخاوف، ووساوس، وهذه الحالة حالة نفسية ولا تعتبر مرضًا نفسيًا حقيقيًا، إنما هي ظاهرة نفسية، وأعتقد أن الطبيب قد أحسن حين قال لك اذهب إلى أخصائي نفسي، لكن عدم وضوح المفاهيم، بل الاعتقاد الاجتماعي السائد بأن الأخصائي أو الطبيب النفسي هو شخص من يقابله ويقع في دائرته يعني أنه مريض عقلي أو مجنون أو شيئا من هذا القبيل.

الطبيب لو كان شرح لك الهدف من الذهاب إلى الأخصائي النفسي كان ذلك سيخفف عليك كثيرًا.

الذي حدث: أنت لديك قلق بسيط، ثم أتى بعد ذلك ما قاله لك الطبيب، وكان هنالك رفض داخلي من جانبك، وهذا جسّد وضاعف وقوّى نوبة الخوف والقلق لديك، واتبعتها الوساوس المرضية بأنه سوف يتحول مرضك إلى مرضٍ عقلي، وهذه هواجس عامة نشاهدها عند الذين لديهم بعض الحساسية في شخصياتهم، وأعتقد أنك حساس بعض الشيء.

أنا أود أن أطمئنك تمامًا أنك لا تعاني من مرض نفسي حقيقي، هذه مجرد حالة قلق نفسي عابر، ولديك تقلب بسيط جدًّا في المزاج، وهذا كله قد يؤدي إلى انشغال تفكيرك وتخوفك من المرض والوسوسة حوله.

إذن حالتك لن تتحول إلى مرض عقلي، هذا مطلق لن يحدث أبدًا -بإذن الله تعالى-.

هل ستظل هكذا؟ يُعرف أن حالات القلق تختفي بالتدريج مع تقدم العمر، ويمكنك الآن ممارسة تمارين رياضية وتمارين استرخاء، وتغيير نمط حياتك، والتفكير بصورة إيجابية، هذا كله يساعدك -إن شاء الله- لتختفي وتذهب عنك هذه الأعراض، إذن أنت لست مريضًا.

التفكير المزعج هذا يتم التخلص منه من خلال تحقيره، وطمأنة نفسك بأنك لا تعاني من علة نفسية حقيقية، وأن الذهاب إلى الأخصائيين النفسانيين ليس عيبًا، على العكس تمامًا يأتينا الآن كثير من الناس يطلبون التأكد من مدى جودة صحتهم النفسية، فقط يأتيك أناس الآن من هذا القبيل، يأتيك من سألك عن كيفية تقوية ثقته في نفسه، كيفية يؤكد ذاته وينميها، إذن الصحة النفسية والسلوكية الآن هي من العلوم الطبية والمحترمة والمتسعة، والاضطرابات العقلية تمثل دائرة ضيقة جدًّا فيما يشاهده أو يعالجه الطبيب النفسي، فأرجو أن تطمئن تمامًا.

ولا شك أن تغيير نمط حياتك سوف يساعدك كثيرًا، وأود أيضًا أن أقترح عليك بأن تتناول دواء بسيطا ولمدة ليست طويلة، الدواء يعرف تجاريًا باسم (ديروكسات) هكذا يسمى في الجزائر، واسمه الآخر (زيروكسات) ويسمى علميًا باسم (باروكستين) هو دواء محسن للمزاج، مضاد للقلق والتوترات، وكذلك الوساوس والمخاوف البسيط،، أعتقد أن تناول هذا الدواء لمدة ثلاثة أشهر مثلاً سوف يتيح لك فرصة لأن تجرب استقرار المزاج التام وتلاشي القلق والمخاوف والوسواس المرضية.

جرعة الديروكسات هي أن تبدأ بنصف حبة، تناولها يوميًا بعد الأكل، ولمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة شهرين، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم وغير إدماني وغير تعودي، وهو مفيد جدًّا، والجرعة التي وُصفت لك هي جرعة صغيرة جدًّا، وإن شاء الله تعالى سوف تختفي حالة عسر المزاج العرضية التي تعاني منها، والتي نشأت من حساسية شخصيتك والتفكير حول ما قاله لك الطبيب والحالة الهرعية البسيطة التي مررت بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمان خليل راشد

    كلام جميل
    جزاك الله خير دكتور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً