الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوجي الذي جافاني؟

السؤال

السلام عليكم.

أحببت زوجي كثيرا, كنت لا أريد أن تكون حياتنا الغريبة في بيت واحد, أحببت الدفاع عن مكانتي عنده, ولا أنقص بنظره, ولا يخبئ عني شيئا أو يخبر أهله بأنه يخبئ عني أسراره, أو ينام كل شخص بغرفة, وللأسف بغيرتي وعصبيتي حصل الذي كنت لا أريده أن يحصل, الجفاء والبعد وعدم الاكتراث, وعدم الإشباع النفسي, فأنا متعبة ومنهارة فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أختي السائلة حفظك الله ورعاك ، وأشكرك على تواصلك معنا وإن شاء الله تعالى سنعينك للخروج من أزمتك .

أولا: عليك بالابتسامة، فإن الابتسامة الصادقة هي البوح بالصفاء الداخلي للنفس الهادئة الراضية وهي السعادة الداخلية للقلب والطمأنينة للجهاز العصبي ، ابتسمي أختي حتى تبتسم لك الحياة .

تجنبي التوتر العصبي الذي ينتج عن تفكيرك في حياتك الأسرية ومشاكلها، وتأكدي أن أي مشكلة تصادفك سوف تجدين لها الحل المناسب بإذن الله وعونه، وسوف تشعرين بالاستقرار النفسي.

تذكري أختي الفاضلة صفات خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث كانت البسمة إحدى صفاته، وأصبحت الابتسامة لا تفارق محياه، وعنوانا له، وهذا زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول: وقع عليّ من الهم ما لم يقع على أحد, فبينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قد خفقت برأسي من الهم إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا " رواه الترمذي .

لقد وصفت لك العلاج أختي الفاضلة في المقدمة وهي الابتسامة، إذا أنت بقيت على حزنك وألمك فلن تستطيعي أن تواجهي المشكلة، وكل الذي تتحدثين عنه تعيشه غالب البيوت، ولكن الناجح والذكي من تجاوز هذه المشكلة بعدم التفكير فيها، بل معالجتها واقعيا ، فالحزن والأسى لا يحل المشكلة بل يزيدك مرضا.

حاولي أن تقتربي من زوجك، وتمدي له يد التواصل والحوار الأسري الهادئ، وتحاولي أن تمسكي برأس المشكلة، وتبحثي عن المفتاح الذي يفتح قلب وعقل زوجك حتى يتقرب منك ويسمع لك، وإن لم تستطيعي أنت بمفردك أدخلي من تثقين فيهم من أسرتك أو أقاربك أو حتى أسرة الزوج، فالأمر يحتاج منك إلى فطنة وذكاء.

وإياك والمجابهات أو اللجوء إلى العصبية والكلام الذي لا فائدة منه، فالمشكلة بإذن الله تعالى ستحل إذا التزمت الهدوء وغيرت من أسلوبك مع زوجك وحاولت أن تتنازلي عن بعض مطالبك الشخصية من أجل الأسرة والأولاد، فالمحافظة على التماسك الأسري أولى من المطالب الشخصية والانتصار للنفس والهوى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً