الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الثقة بنفسي بسبب غيرتي من أصدقائي .. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

يبدأ امتحاني للثانوية العامة يوم السبت -إن شاء الله-، ولكنني لا أثق بنفسي أبدا، وأشغل تفكيري بزملائي، وأقول: إنهم أذكى مني، وقد سيطرت هذه الفكرة على عقلي.

وعندما بدأت أمتحن الامتحان التجريبي كنت أبدأ بحل الأسئلة، واعتقدت أنني ذكي، ولكن شيء ما يقول لي: لا تفرح أصدقاؤك قد أجابوا عن جميع الأسئلة أيضا؛ فتهبط معنوياتي.

وعندما أدرس أقول: أنا ذكي، ولكن أيضا أهبط نفسي بتفكيري بغيري، ولكنهم بصراحة أذكى مني، وأنا أغار جدا منهم.

مع أني أصلي كل الصلوات في المسجد، ولكني حاليا عندما أسمع صوت الأذان وأنا أدرس يقول لي الشيطان لا تذهب, أكمل دراستك؛ فلا أذهب، وكل مرة عندما أذهب إلى الصلاة أصدقائي يضيعون وقتي، وأرجع ولا أدرس، وكانت علاقتي مع ربي على خير -والحمد لله-، ولكنني اقترفت ذنبا، وأريد ربي أن يغفر لي، وأخاف أن يؤثر على امتحاناتي.

أرجوكم, ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، وإن شاء الله لن نتأخر عليك، فنحن نبذل وسعنا.

لقد ذكرتُ ردا على سؤال سابق مشابه, أن من الحقائق العجيبة في علم النفس والإنسان، أن الإنسان يحقق ما يتوقع تحقيقه؛ فإذا توقع النجاح، نجح ببذل الجهد المطلوب، وإن توقع الفشل، فشل!

وما هذا بغريب عن الفكر الإسلامي، حيث يقول الرسول الكريم :"تفاءلوا بالخير تجدوه" لا بالسحر طبعا، وإنما لأن المتفائل بتحقيق أمر ما، كتقديم امتحان مثلا، فإنه سيفكر تفكير الناجحين، وسيسلك سلوك الناجحين، وبحيث أن كل شيء من حوله يشير إلى أنه سيكون من الناجحين، والعكس صحيح فيما يتعلق بتوقع الفشل.

مقارنة الذات بالآخرين ليست دوما مفيدة، فأحيانا قد تتعبنا، أو تحبط ثقتنا بأنفسنا، والأولى أن يعمل الإنسان ويركز على نفسه وعلى عمله، وليفعل الناس ما يحلو لهم، وكما قال رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم:"اعملوا فكل ميسّر لما خلق له".

إنك طالما وصلت إلى الثالث الثانوي؛ فإن هذا يشير لبعض قدراتك, وإمكاناتك تشير لقدر غير قليل من القدرات الذكائية, وغيرها، ولكن ربما مرّت معك في حياتك حوادث جعلتك تشعر بالدونية تجاه الآخرين، وأنا متأكد من أن مثل هذه المشاعر السلبية ليست دائمة عندك، وإنما تأتي وتذهب، وهكذا معظم الناس، وما عليك إلا أن تنتهز الأوقات التي تشعر فيها عن نفسك بالمشاعر الإيجابية، وأن تتحلى بالصبر والحزم عندما تأتيك الأفكار السلبية التي وصفت بعضها في سؤالك.

ما هي إلا أيام, ويأتي وقت امتحانك، وليس أمامك للنجاح إلا طريق واحد، وهو الدراسة والدراسة... ومن ثم الدراسة والمراجعة، والله لن يضيع عملك وجهدك، وكما يقول تعالى "واتقوا الله، ويعلمكم الله".

أما بخصوص مواظبتك على الصلاة، فالله مكافئك على هذا، وحاول إن ذهبت للمسجد لتأدية الصلاة أن لا تضيع الكثير من الوقت مع الأصحاب بعد الصلاة، ويمكنك الاعتذار بلطف والعودة للبيت لمتابعة العمل، ولا حرج في هذا، ومثل هذه الأوقات هامة جدا، وقد تضيع الساعات ولا يشعر بها الإنسان.

وفقك الله، وأخبرنا بخبر نجاحك في الامتحان القادم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً