الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقبل بهذا الرجل كزوج إن تقدم لخطبتي رسميا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أنا شابة أبلغ من العمر 26 سنة، تقدم لخطبتي أحد الشبان ويبلغ من العمر 29 سنة، التقينا مرة واحدة فقط، وذلك في حصة واحدة من دراستي لبعض الشهادات التي تحصلت عليها، لكن لم نتذكر ملامح بعضنا، لأننا كنا نتكلم في أمور دراستنا فحسب، وكلانا كان يغض بصره عن الآخر، لكنه لم يأتي وأهله إلى بيتنا لخطبتي، بل استعان بزميلته في العمل، وأنا أعرفها فهي امرأة متزوجة وفاضلة لتتوسط بيننا، وهي التي أعطته رقم هاتفي، فقال لي إنه يريد أن نتقابل في مكان عام لنتفاهم على بعض الأمور، ولكنني رفضت أن أقابله في مكان غير بيتنا لأنه غريب علي، عدا أن ذلك الفعل لا يرضاه الله لنا، فقال لي بأنه خجول كثيرا ويستحي من مقابلة والدي، لكنني أقنعته بذلك ورضي أن يأتي إلى بيتنا، وقطعت الاتصال الهاتفي به حتى يتقدم لي رسميا هو وأهله للقيام بسنة التعارف، ووعدني بأن يأتي هو وأهله لخطبتي ولكن لم يحدد لي الزمن، مع العلم أننا سألنا عنه فقالوا لنا إنه يصلي أوقاته في المسجد، وذو مستوى عال من الخلق، وهادئ الطباع، مضت خمسة أشهر ولم يتقدم لخطبتي، لا أدري ما هي ظروفه.

سؤالي يا فضيلة الشيخ: هل أقبل به كزوج إن تقدم لخطبتي رسميا؟ لأنني لا أثق في درجة تدينه بعدما طلب مني مقابلته خارج بيتنا، بالرغم من إقناعه بالحضور إلى بيتنا، فالشك يراودني.

أفيدوني من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sounsoun حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أسعدنا جداً حرصك على عدم مقابلته إلا في منزلكم وفي حضور محرم من محارمك، وهذا ما نتمنى أن تصر عليه كل فتاة مسلمة، ونبشرك بأن مثل هذا الإصرار يرفع قيمتك عند الخاطب، ويرفع منزلتك عند أهلك، والأهم من كل ذلك أنه يجلب لك الرضوان من الملك الديان.

واعلمي أن هذا الدين العظيم أراد للفتاة المسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وها نحن نكرر لك التهنئة على هذا الحرص وعلى قولك كنا نغض بصرنا ولم يتبين كل واحد منا معالم الآخر، والحياء خلق الإسلام، وهو في الرجل جميل لكنه في المرأة أجمل، والحياء لا يأتي إلا بالخير، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه.

ونحن نقترح عليك القبول بالشاب إذا جاء بالباب وبرفقة الأحباب، لأن في ذلك دليلا على إصراره عليك، رغم رفضك لمقابلته على انفراد وإن كان ذلك في مكان عام، وقد أحسنت – أيضاً – بإيقاف الاتصالات حتى تقوم بينكما علاقة شرعية بعلم أهلك والناس، ولا مانع بعد الخطبة في السؤال عنه ومن حقه أي يسأل عنك، كما نرجو أن يكون لمحارمك دور في التعرف عليه وعلى أسرته، فالرجال أعرف بالرجال، وإذا استطعت أن تتعرفي على أخباره من زميلته فلا مانع من ذلك، وننصح كذلك بإعطائه فرصة، فمجيء أهله معه قد يتطلب بعض الوقت وذلك أن الكبار لهم بعض المراسيم في مثل هذه الأمور، كما أن الشاب شديد الحياء كما مضى معنا في السؤال.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة التوجه إليه، فإن الخير بيده وحده سبحانه، وعليك بالصبر فإن العاقبة للصابرين، وإذا جاء خاطب آخر وطرق الباب فليس عليك تجاه الأول التزام، ولن تخيب فتاة تستخير وتستشير وتتوجه إلى ربها القدير.

ومرحباً بك في موقعك، و نسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً