الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تغيير مواعيد الأدوية له تأثير على مدى الاستفادة من الدواء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

دكتوري الفاضل: أنا أعاني من خوف ونوبات هلع, وأحيانا اكتئاب, وأستخدم سيبراليكس 20 الظهر, وسيروكسات 20 الليل, واستمررت أكثر من شهر على هذه الجرعة, ولاحظت تحسنا بنسبة 75 في المائة, ثم بدلت من حوالي أكثر من أسبوع وقت العلاج بحيث جعلت السيروكسات الظهر, والسبراليكس في الليل, وأحسست بقلق, فهل هذا نتيجة التغيير؟ حيث إنني راجعت طبيبي فقال لي: ارجع كما كنت عليه, وأنا أثق في الله تعالى ثم في سعادتكم -بارك الله لكم في علمكم-.

ثانيا: هل هذه الجرعة مناسبة وليست عالية؟ مع العلم أن وزني حوالي 115 كيلوغراما.

ثالثا: متى أستطيع الحكم على العلاج بأني لم أستفد منه؟

رابعا: ما هي نسبة الشفاء والعودة كما كنت عليه سابقا من حياة طبيعية؟

وفي الختام أشكركم جزيل الشكر، فأنتم ثروة طبية يجب الحفاظ عليها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على كلماتك الطيبة وثقتك في هذا الموقع.

قبل الحديث عن العلاج الدوائي أريد أن أؤكد على أهمية العلاجات السلوكية فيما يخص علاج الخوف ونوبات الهلع, وكذلك الاكتئاب، والعلاج السلوكي يتكون من تفهم طبيعة هذه الحالات, وأنها ليست خطيرة، وأنها يجب أن لا تعطل حياة الإنسان، وأن تكون فعَّالاً، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، أن تحقر فكرة الخوف والهلع، وأن تجعل التفكير الإيجابي يسيطر عليك في كل حياتك، ويصرفك عن التفكير التشاؤمي السلبي الذي يجلب الاكتئاب، وممارسة الرياضة تعتبر وسيلة مهمة جدًّا للعلاج، وكذلك تمارين الاسترخاء، فهي من أفضل العلاجات السلوكية المساعدة لعلاج الخوف ونوبات الهلع.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: (فالسبرالكس والزيروكسات) كلاهما من الأدوية الجميلة والفعالة، والفائقة في أثرها الإيجابي على احتواء أعراض الهلع والخوف والوسواس, وكذلك نوبات الاكتئاب.

من الناحية النظرية والعلمية أيضًا وحتى العملية: هل هنالك حاجة لتناول (السبرالكس والزيروكسات) في نفس الوقت؟

هذا سؤال يطرح نفسه، معظم مدارس الطب النفسي تقول: لا حاجة لتناول الدوائين مع بعضهما البعض, هذا لا يعني أن مثل هذا الدمج بين الدوائين ممنوع، لكنه ليس الممارسة الطبية الرصينة والتي تقاس عليها الأمور.

عمومًا هذه نقطة جانبية، لكن وددت أن أذكرها؛ لأني أرى أنها مهمة، وأقول لك: إن أردت أن تستمر على الدوائين مع بعضهما فلا مانع في ذلك، وبالنسبة لوقت تناول الدوائين: التجربة خير برهان، فأنت أحسست بهذا القلق والتوتر حين تناولت السبرالكس ليلاً، وهذه أحد الأعراض التي نشاهدها مع السبرالكس، بل بعض الناس يحسون باضطراب شديد في النوم، وحتى الشركة المصنعة تقول: إنه يفضل تناول السبرالكس نهارًا، وإن كنا نلاحظ في بعض الأحيان أن بعض الناس قد يشتكي من استرخاء زائد إذا تناول الدواء في أثناء النهار، لذا في مثل هذه الحالات ننصحهم بتناوله ليلاً.

أعتقد أن ما قاله لك طبيبك هو السليم، وهو أن ترجع وتتناول أدويتك كما كانت، وأعتقد أن السبراكس أدى إلى زيادة في الاستشعار لذا أحسستَ بالقلق الذي أزعجك بعض الشيء، والجرعة التي تتناولها هي جرعة صحيحة، ولكن أرجو أن لا تتعداها.

بالنسبة لسؤالك الثالث وهو: متى تستطيع الحكم على العلاج بأنك لم تستفد منه؟

أعتقد أنك الآن قد استفدت من العلاج، فنسبة 75 % تحسن هي نسبة ممتازة جدًّا في الصحة النفسية، وليس هنالك ما يدعوك للقلق، حسّن إرادة التحسن لديك، وذلك بإصرارك على أن تكون فعّالاً، طبق التدريبات السلوكية السابقة الذكر، وتناول الدواء، وأعتقد أنك قد تحسنت بالفعل.

نسبة الشفاء في مثل حالتك هي حوالي 90 إلى 95%، وهذه نسبة عالية جدًّا، والشفاء ليس من الضروري انقطاع الأعراض بالكلية، إنما هو طيف من المشاعر الإيجابية, والرضى عن الذات, واختفاء الأعراض، وفي بعض الأحيان قد تكون هنالك أعراض بسيطة, لكنها لا تؤثر على حياتك سلبًا.

إذن مفهوم التعافي على هذه الأسس هو الذي نفضله أكثر من الحديث عن نسب الشفاء, فأمورك -إن شاء الله- طيبة، ومن الآن يمكنك أن ترجع إلى حياتك بصورة طبيعية.

وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً