الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب ما بعد الولادة.. هل يتكرر في الأحمال الأخرى؟ وهل هو وراثي؟

السؤال

في حملي الأخير أصبت بأعراض غريبة، من خوف من أبسط الأشياء، وقلق، وقلة نوم، وبكاء مستمر، شخصت الحالة أنها اكتئاب حمل، وأخذت مضاد اكتئاب خلال الشهرين الأخيرين وحتى الأربعين بعد الولادة، وتحسنت حالتي تماما، والآن بدأت أشعر بنفس الأعراض -وإن كانت أخف- مع العلم أني أصبت قبل ذلك بنفس الحالة بعد الولادة، وعندي أخي أصيب باكتئاب وعولج، فهل هي وراثية؟ وإذا حملت هل سأصاب بالاكتئاب؟ وما علاجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا نستطيع أن نقول أن أسباب الاكتئاب معلومة، لكن هناك عوامل قد تلعب في الاكتئاب، ومن ذلك الوراثة، لكن ليست الوراثة المباشرة، إنما هي الاستعداد للحالة، بمعنى أنه إذا كان شخص ما لديه تاريخ أسري قوي بالإصابة بالاكتئاب النفسي، مثل إصابة الوالدين مثلا، فهل سوف يصاب الأبناء تلقائيا؟

الإجابة هي لا.. ونعم.. لا بمعنى أنه ليس من الضروري أن تحدث الإصابة، ونعم بمعنى أن لديه استعدادا عاليا إذا تأتّت الظروف المناسبة سوف يصاب بالاكتئاب مثلا كالأحداث السلبية في الحياة، وضعف الشخصية، فهذه عوامل إضافية تلعب دورا مع الاستعداد الوراثي.

الولادة معروف أنها تتأتى منها عدم توازنات هرمونية، معظم النساء يحدث لهن شيء من عسر المزاج في اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة، وإن كان هذا لا يلاحظ في حوالي 80 إلى 90 بالمائة من النساء، أقلية قليلة قد يصبن باكتئاب ما بعد الولادة، والاكتئاب ما بعد الولادة عادة ما يكون في الأحمال الأولى، الحمل الأول والثاني، وبعد ذلك تجد أنه يقل تدريجيا.

أنت لديك تأريخ أسري، أقول لك أن الوراثة قد تلعب دورا، لكن هذا الكلام يجب أن يؤخذ بحذر شديد؛ لأن الذي ورث ليس هو المرض نفسه، إنما هو استعدادك له، وبما أن الولادة هي حلقة من حلقات الضعف النفسي، وكذلك الحمل عند بعض النساء فقد تسبب لك هذه النوبة البسيطة من عسر المزاج؛ لأنه لديك استعداد نفسي له، ليس من الضروري أبدا أنك ستصابين بالاكتئاب في الحمل القادم مثلا، كوني متفائلة وإيجابية، ودراسات كثيرة أشارت أن المدة الزمنية بين الحمل والحمل الآخر حين تتباعد هذا يحسن جدا أن المرأة لا تصاب بالاكتئاب، فهذا يجب أن يراعى، وأنت بالطبع قد بلغت سنا نستطيع أن نقول أن المرأة فيه أكثر قابلية للاكتئاب، هذا يجب أيضا أن تراعيه، فيجب أن تؤخري الحمل قليلا، وإن كان عامل السنين والعمر، وتأثير ذلك على الخصوبة وسلامة الجنين يجب أن يراعى.

بصفة عامة العلاج بسيط جدا، توجد أدوية فاعلة للاكتئاب، واكتئاب ما بعد الولادة أيا كانت درجته يستجيب بصورة ممتازة جدا للعلاج، وأنت لك تجربة واضحة في ذلك.

أنا دائما أرى أن فترة شهرين للعلاج ليست كافية، يفضل أن يكون العلاج من 3 إلى 6 أشهر، فإن كنت فعلا تحسين بدرجة من الاكتئاب المزعجة لك فليس هنالك ما يمنع أن تتناولي أحد مضادات الاكتئاب، نفس الدواء الذي استفدت منه مسبقا أرجو أن تتناوليه لمدة لا تقل عن 3 أشهر مثلا.

لا شك أن سلامة الأدوية النفسية مثلا مع الرضاعة مشكوك فيها؛ فلذا المبدأ العام هو أن ننصح بعدم تناولها أثناء الرضاعة، لا أقول أن الرضاعة ممنوعة منعا باتا، لكن يستحب أن لا يكون هنالك رضاعة، كوني متفائلة ولا تضعي في بالك أنك ستصابين بالاكتئاب مرة أخرى، فالتوقع فقط يعتبر عاملا رئيسيا للإصابة بالاكتئاب، وعيشي حياتك بإيجابية وكوني فعالة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً