الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجعل زوجي يهتم بي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن يعرف زوجي أنه مسئول عني في كل شيء، فهو لا يهتم بي ولا باحتياجاتي، يهتم فقط بأمه وأبيه وإخوته الكبار، على الرغم من أنهم يعملون وليسوا بحاجة إليه.

أنا الآن مسافرة لإحدى الدول العربية وهو في مصر، ولا أعرف كيف أتعامل معه، لدرجة أنه في آخر مرة قلت له أني سوف أتعرف على أحد الرجال هنا لكي يهون علي الغربة بما أنه لا يريدني أن أنزل أو يأتي هو هنا.

ماذا أفعل؟ أشعر بأن حياتي كلها خطأ، ولا أعرف كيف أتعامل معه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وبخصوص ما ذكرت أيتها الفاضلة فلابد من وضع بعض النقاط الهامة:

1- اهتمام الزوج بزوجته واجب شرعي علي الرجل، ولا يجوز له التفريط في ذلك وفق طاقته واستطاعته، وفي المقابل كذلك مطالب منه أن يبر أهله.

2- لابد من التحدث إلى زوجك بشفافية ووضوح عن عدم قبوله المجيء إلى البلد الذي تقيمين فيه، ومعرفة الأسباب والاجتهاد في إزالتها.

3- اعلمي أختي الفاضلة أن ما تشعرين به من إهمال قد يكون جزءا منه موجود، لكن الشيطان يعمل على تضخيمه وتكبيره، فيقينًا أيتها الكريمة أن لك في قلب زوجك مكانة، ولكنك لم تستشعري ذلك بسبب خطأ زوجك من ناحية، والأمر الآخر المهم وهو تزيين الشيطان والإيحاء في قلبك ليوجد النفرة بينكما، وليدخل الحزن إلى قلبك، فإن أعظم ما يتمناه الشيطان إزالة الألفة والمحبة بين الزوجين، كما أنه حريص أيضًا على إدخال الحزن إلى قلب المؤمن، كما قال الله عز وجل عنه: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا}، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {إن الشيطان يفرك بين الزوج والزوجة}.

عليه فإنا نتمنى عليك ألا تسمحي لهذا الشعور بأن يسيطر عليك، بل عليك أن تبادري لحسم تلك الخلافات بمعرفة الأسباب وإزالتها.

4- لا شك أيتها الفاضلة أنك بما تفعليه من تضحيات لها أجر عند الله، فما أصابك من مكروه وصبرت عليه لك به الأجر كما قال صلي الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ التي إذا آذت أو أُوذيت جاءت فوضعت يدها في يد زوجها وقالت: لا أذوق غمضًا حتى ترضى) ونحن هنا أيتها الفاضلة نرجو منك الاقتراب والصبر على ما أصابك، وأن تكوني محتسبة الأجر عند الله عز وجل.

5- أرجو منك أيتها الفاضلة أن تدخلي بعضا من أهل العلم والفضل والحكمة إذا لم تستطيعي أن تحسمي الأمور بينكما.

6- لا يجوز لك شرعا أيتها الفاضلة ما تقولينه عن التعرف على أحد، بل عليك أن تجتهدي في الإصلاح، فإذا لم تصلوا إلي حل وسط ورأيت أن الأمر قد أصبح شاقا، وأن التوافق بينكما صار مستحيلا، وأن الوسطاء رأوا أن التفريق بينكما هو الأوفق لكما فقد قال الله عز وجل: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته} فلا تبحثي عن راحتك بما حرم الله عز وجل.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يهدي إليك زوجك وأن يهديك لزوجك وأن ييسر أمركما، والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً