الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أبي الذي يشتمني دائماً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أولا: أدعو لجميع من سهر على تشغيل هذا الموقع بطول العمر, ودخول الجنة.

ثانيا: أنا شاب مراهق, عمري خمسة عشر عاما, أبي وأمي أميَّان, ولم أذكر أن أحدا منهما تكلم معي في مواضيع خاصة بالتوعية, أو المواضيع الحرجة, فكل ما يعرفه أبي هو قول: (اذهب راجع دروسك) وكلما رأى أحدا في التلفاز يدرس ينهال علي بالشتم بكلام –والله- يجرحني, واللهِ -يا دكتور- إني أفكر في الخروج من المنزل.

المرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ جواد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك معنا، كما أنني أحيي فيك هذه الجرأة في السؤال, والصراحة في طرح المشكلة.

بالنسبة لتعامل والديك معك كما ذكرتك، فهما لا يقصدان إهانتك أو شتمك, أو تحقيرك, أو التنقيص من شخصيتك، فحبهما لك, والخوف عليك, وعلى مستقبلك هما اللذان جعلهما يتعاملان معك بهذا الأسلوب، وقد يكون هذا الأسلوب خاطئا، ولكن لا تستطيع أن ترد عليهما, أو تعصي أمرهما، وبما أنك شاب متعلم, ومقبل على حياة ملؤها العلم والتفوق والنجاح -بإذن الله تعالى- فتستطيع أن تغير من سلوكياتهما بالهدوء, والروية, وعدم رفع الصوت, أو العصيان، ودائما تذكر أنهما والداك, فضلُهما عليك لا يمكن أن يوصف -ولو فعلت لهما ما فعلت- ألا تسمع إلى قول الله تعالى وهو يبين لنا فضل الوالدين- حتى وإن كانا مشركين خارجين عن الدين، يجب أن تعاملهما معاملة حسنة-:{وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا}.

فالأمر يحتاج منك إلى صبر، وأنت تعرف أسلوب وطريقة والدك في التعامل، فلا تحرجه, ولا تتركه يستخدم معك أسلوب الشتم، فبادر أنت دائما بأن تعين أباك على الخير، فإنك إن اتبعت أسلوب السمع والطاعة, وعدم النقاش والجدال في أمور الدراسة, وتنظيم الوقت -بإذن الله تعالى- ستزول هذه الظاهرة وستتقرب أكثر من والديك، وقبل كل ذلك ادعُ الله تعالى لهما بالهداية والتوفيق, وأن يحببك إلى قلبيهما أكثر وأكثر.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً