الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر باليأس وفقدان الأمل والإحباط وأخاف أن أفقد الثقة بالله

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،،

في البداية أقدم شكري لهذا الموقع، والذي سبق أن أرسلت له وسعدت بالإجابة لتعاونكم، وأتمنى لكم التوفيق.

أنا فتاة أبلغ من العمر 29 عاما، غير مرتبطة، بدأت مشكلتي عندما هاجرت لأحد البلدان الغربية التي لم أجد فيها الراحة ولا التأقلم، وأحن للعودة للبلد الذي كنت فيه، لأنني مهجرة من بلدي الأصلي بسبب ظروف الحرب، فأصبحت أعاني من نقص الوزن وفقدان الشهية والقولون العصبي، وأصبحت حزينة طيلة الوقت، لكن بعد فترة ذهبت لزيارة البلد الذي كنت أقيم فيه، وبدأت أحوالي بالتحسن لأنني سوف أعود للعيش هناك في السنة المقبلة - إن شاء الله -.

لكن ما حدث في هذه الفترة أني كنت على وشك الارتباط بشخص، وفرحت كثيرا لهذا الحدث الذي طالما حلمت به، ولتكوين بيت وأسرة، وخاصة أنني أعاني من طلاق أمي وأبي، فهذا الموضوع قد أثر في حياتي، ولكن لم تتم هذه الخطبة، وهنا أصبحت حزينة جدا، أبكي بشكل كبير، أحس بأني فقدت الأمل الوحيد الذي يمكن أن يغير حياتي، ولأن العمر ينقضي بسرعة، وشارفت على الثلاثين، علما بأنني متدينة - والحمد لله - فصليت ودعوت الله كثيرا، ولكن وضعي لم يتحسن.

سؤالي هو: قرأت كتاب السر قبل عامين، وتأثرت بما سمعت، أن الإنسان يستطيع أن يحصل على ما يريد بطريقة تفكيره، وخوفي أن ما يحدث لي من الإحباط وفقدان الأمل والأفكار السلبية التي تستحوذ علي ناتج من داخلي!

وأيضا سمعت بعلاج الطاقة، وأشياء كثيرة أقرأ عنها، لكن أقول إنها حرام، وإرادة الله فوق كل شيء، لكن هل صحيح أن هذا الأمر يؤثر على الإنسان؟ وهل صحيح أن ما يحدث لي بسبب تفكيري واليأس الذي أعانيه؟ وهل هو صحيح أي ما يخص قانون الجذب؟

لكني مع هذا كله لم أفقد ثقتي بالله سبحانه وتعالى، لكن ما يتعبني أنني أدعو ولا أجد ما أريده! أرجوكم ساعدوني واعذروني على إطالتي، أرجو إفادتي بهذا الموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالذي يبدو لي أن مشكلتك بسيطة، وهي عدم القدرة على التكيف والتواؤم، فأنت حين انتقلت للبلد الغربي وجدت صعوبة في التكيف – كما ذكرت – وبعد أن رجعت إلى البلد الذي كنت تعيشين فيه أحسست بشيء من الراحة، بعد ذلك أتى موضوع الخِطبة والتي لم تتم، وهنا بدأت لديك الاجترارات السلبية، مما قادك إلى كثير من الأحزان والفكر التشاؤمي.

فيما يخص موضوع العلاج بالطاقة وقانون الجذب وكتاب السر: هذه أيتها الكريمة أمور مع احترامنا الشديد لمن يُشجعونها ويؤمنون بها ويحاولون الدفاع عنها، نقول لك إن الأمر واضح جدًّا، فليس كل ما يقال في هذا السياق دقيق، فالإنسان يمكن أن يغير ما به، وهذا بالنص القرآني {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وهذه حقيقة قرآنية ثابتة، وآليات التغيير تأتي من خلال أن نستفيد من طاقاتنا الداخلية المختبئة لدينا.

بعض الناس ليس لديه إرادة التحسن، ليس لديه أي قابلية لأن يتخذ خطوات إيجابية، تجده مستكينًا ومستسلمًا، ولا أقول أنه ينتظر المعجزات، لكنه قطعًا لا يأخذ المبادرات، وهذا لا يمكن أن يتغير، لكن الإنسان الذي يصر وتكون له الدافعية والإرادة والتوكل على الله بصورة قاطعة، والتوكل دائمًا نقول يعني الأمل والعمل في ذات الوقت، فالإنسان يمكن أن يغير نفسه من خلال هذه الآليات، لكن لا نستطيع أن نقول أن الإنسان يستطيع أن يحصل على ما يريده بطريقة تفكيره، هذا ليس صحيحًا.

ربما الأمر الأقرب للحقيقة هو أن الفكر التشاؤمي حين يستبدل بفكر إيجابي هذا يسهل على الإنسان كثيرًا، ويجد أن الأمور التي كان يستصعبها سابقًا أصبحت سهلة في نظره، ومن هنا تتحسن الدافعية والإنجاز، ويحس الإنسان بالرضى.

أرجو أن لا تشغلي نفسك بهذه الأمور أبدًا، الأمر واضح، الحقائق واضحة، وثقتك بالله عالية، وهذا هو جوهر الأمر، بخلاف ذلك أقول لك لا تدخلي في هذه المتاهات التي لا تسندها الحقائق العلمية الرصينة.

بالنسبة لموضوع الخطبة: أنا أيضًا أريدك أن تأخذي الأمر بمفهوم واضح، وهو أن هذا الأمر ربما في الأصل ليس فيه خير لك، لذا صرفه الله عنك، ويجب أن تكوني أنت على هذا النسق من هذا التفكير، فليس كل زواج صالح، وليس كل زواج سيء، لكن شاهدنا الكثير من الزيجات التي حوّلت حياة الزوجين - خاصة الزوجة - إلى تعاسة، ولم يستمر الزواج.

فأنا أقدر مشاعرك، ومن الطبيعي أن يتأثر الإنسان بمثل هذه المواقف، لكن أريدك أن تحسبي أن هذا الأمر عسى أن يكون خيرًا كما قال الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهم شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} وإن شاء الله تعالى يأتيك من هو خير منه.

وبالنسبة للعمر: أنت لست في سباق مع الزمن، الزواج في سن متأخر أصبح الآن أمر طبيعي جدًّا، وسلي الله تعالى أن يأتيك بالزوج الصالح، وعيشي حياتك بصورة طبيعية جدًّا، وتخلصي من الفكر السلبي، وإدارة الوقت بصورة صحيحة والإنجاز هي من أفضل الطرق التي تجعل الإنسان يستفيد من وقته.

ختامًا: لا أرى أبدًا أنك في حاجة لأي علاج دوائي، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا فوفو

    بارك الله فيك يادكتور

  • تركيا دموع الورد

    ان الله لا يحرمك من شي الي خيرا لكي انشالله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً