الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي جعلت مشاكلنا وأسرارنا حديث الناس

السؤال

زوجتي ممرضة، أحبها ولي منها 3 أطفال، وهي حامل الآن، أبوها يبني لها براتبها بيتا بجانبه؛ لأنه يتاجر في البيوت، جميع مشاكلنا يتدخل فيها، وتمكث عنده شهرا، لأن بنته لا تخطئ في نظره، وعند قرب وقت العمل ترسل وساطات وتتوسل فأرجعها، وهذا طوال 8 سنوات، المشكلة أنها تتحدث عن خصوصيات البيت، وتكذب، وتحقرني بكل الألفاظ في الحي، وعند الجيران، وفي مكان عملها، وأهلها يسبونني عند أقاربي وعند أخي، وهي تسافر بدون إذني لأهلها، وتخفي جميع خصوصياتها في عملها، نصحتها، وهجرت وضربت، فزادت، وحلَّفتها بعدم النقل لجارتها، واللهِ إنها تنقل لها الأخبار كالتقرير اليومي.

في بداية الزواج طلقت، ولا فائدة، والآن طلقت، والأولاد عندي مع الخادمة، ولم يتغير حالهم، ولم يسألوا عنها، لأنها لم تلاعبهم قط، فهل العيب عندها أم عندي؟ وأهم سؤال: هل المحب يفعل فعلها؟ وما سبب هذا؟ لكي لا أقع فيه مع الزوجة الأخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبا يزيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك في موقعك استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به.

فلا شك -أيها الحبيب- أن الأسرة لا تخلو من مشكلات، والحياة الزوجية لا بد أن يعتريها بعض الخلاف بين الزوجين، والمرأة مجبولة على بعض الأخلاق التي تدل على اعوجاج فيها، ولا بد للزوج من الصبر على ما قد يجده من عيوب في الزوجة، وأن يقارن بين سلبياتها وإيجابياتها، وهذا هو المنهج النبوي الذي أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (لا يفرك -لا يبغض– مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر).

والمرأة خلقت من ضِلع، وأعوج ما في الضلع أعلاه، كما جاء في الحديث (فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وكسرها طلاقها) فلا بد -أيها الحبيب- من الصبر على بعض الأخطاء والعيوب التي تظهر في الزوجة، وتحمل بعض هذه العيوب، ومهما أمكن الزوج أن يصبر على زوجته ويتحاشى الوقوع في الطلاق، فإن هذا خير، ولكن ما دام الطلاق قد وقع وأنت ترى بأن حال الأبناء في استقرار بأنهم لم يتضرروا بغياب أمهم عنهم، فلعل الله -عز وجل- أن يُقدر الخير لك ولها، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم: {وإن يتفرقا يغنِ الله كلاً من سعته}.

ونصيحتنا لك أنه إن كان فيما مضى من عيوب الزوجة وأخطائها ما يمكن الصبر عليه، وكنت ترى بأنها إذا رجعت وعادت قد تتغلب على ما بعض ما فيها من العيوب فربما تكون عودتها ورجوعها إلى أبنائها خيرا من ذهابها عنهم، وإن كنت ترى بأنها لا يمكن أن تتغلب على تلك المشكلات، وأنك لا تقدر على الصبر عليها، فابقَ على ما أنت عليه من فراقها، ونصيحتنا لك بأن تتحرى صفات الزوجة الصالحة في الزوجة التي ستختارها.

ولا شك أن الوصية النبوية فيها جماع كل خير، والذي قال فيها عليه الصلاة والسلام: (تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

فخير الخصال والصفات في المرأة التي بها تدوم العشرة وتقوم الزوجة بحق الزوج من الطاعة، وحفظه في نفسها وماله، وحفظ أبنائها، وحسن التبعل لزوجها، كل ذلك يجمعه حسن دينها، فإذا كانت المرأة متدينة مستقيمة على دينها؛ فإن ذلك يدعوها إلى القيام بهذه الوظائف، وهذا لا يعني إلغاء ما تدعو إليه النفس في الزوجة من قدر من الجمال.

فنصيحتنا لك أن تجعل صفة الدين والاستقامة أهم ركيزة تختار المرأة من أجلها، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً