الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وتوتر دائم خاصة في المدرسة فما العلاج المناسب لي؟

السؤال

أرجو من الدكتور محمد عبد العليم الإجابة عن سؤالي، فأنا أعاني من قلق وتوتر دائم، خاصة في المدرسة، فوصف لي الطبيب دواء مينيتران، لكن لم أتحسن بشكل كامل، أريد علاجاً يناسبني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

فالقلق يا أخي هو أحد مكونات المشاعر الإنسانية، والقلق مطلوب كوسيلة دافعة نحو النجاح وأخذ المبادرات الإيجابية، والقلق الذي يخلط بالتوتر الدائم والتشويش في الأفكار هذا هو المزعج، وهذا يعالج من خلال أن يفرغ الإنسان ما بداخله، لأن الاحتقان الداخلي - خاصة الذي ينشأ من السكوت من المواضيع الغير مرضية - يؤدي إلى تفاعلات سلبية وتوترات نفسية.

أنت ذكرت أن توترك يكون خاصة في المدرسة، فلم هذا يا أخي؟ أريدك أن تقبل على عملك بانشراح وبرغبة وبإيجابية، ولا تقلل من قيمة نفسك ولا وظيفتك، وسوف يكون جميلا أيضاً أن تطور نفسك مهنياً وأكاديمياً.

عليك بممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة، فهي وسيلة طيبة جداً، ومن وسائل الاسترخاء، وبهذه المناسبة أريدك أيضاً أن تطبق تمارين الاسترخاء، خاصة طريقة جاكبسون للتنفس التدرجي، وللاطلاع على هذه الطريقة واتباع الإرشادات الخاصة بالتطبيق، أرجو أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح لك كيفية هذا التطبيق.

عليك بتنظيم الوقت وإدارته بصورة فعالة، وأن لا تحمل هموم المدرسة إلى البيت، ولا تحمل هموم البيت إلى المدرسة، بأن تصرف انتباهك لما هو إيجابي، هذا - إن شاء الله تعالى - يساعدك في إزالة هذه التوترات.

أخيراً يمكنك أن تتناول أحد الأدوية التي هي أكثر فعالية، وبما أن القلق والتوتر دائماً يؤدي إلى عسر في المزاج، وربما الشعور بالإحباط والكدر، فهنا أفضل أحد الأدوية التي تعالج القلق وتحسن المزاج في نفس الوقت، ومن أفضلها الدواء الذي يعرف باسم (فافرين Faverin) والاسم العلمي هو (فلوفكسمين Fluvoxamine) أنت محتاج له بجرعة بسيطة وهي (50) مليجرام ليلاً، تناوله بعد الأكل، واستمر عليه لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى (100) مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم خفضها إلى (50) مليجرام ليلاً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء آخر مساعد يعرف باسم (ديناكسيد) وهو متوفر في الأردن، أرجو أن تنناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين ثم تتوقف عن تناوله، وهذه الأدوية التي وصفنها لك أدوية بسيطة، وهي فعالة، وكذلك سليمة، أرجو أن تنتظم في تناولها حتى تتحصل على الفائدة القصوى منها، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار تطبيق الارشادات السابقة التي ذكرتها لك.

وللفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).

أود أن أشكرك كثيراً على ثقتك في شخصي الضعيف، وفي استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً