الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصيب رأسي في طفولتي فصرت لا أميز بين الخيال والواقع ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

صدمتني سيارة في طفولتي, وارتطم رأسي بالأرض, وظللت في غيبوبة عدة أيام, بعدها أصبحت أتذكر أشياء مشوشة مزعجة, ولا أدرى متى؟ وكيف حدثت؟
وإلى الآن مازالت هذه الأفكار تزعجني, فهل من الممكن أن يرى الإنسان أحلاما في الغيبوبة -خاصة إذا كان طفلا- ثم لا يستطيع التمييز بين الحقيقة والحلم, ويتعامل معها على أنها واقع؟ وهل يؤدى ارتطام الرأس إلى أي مرض نفسي كالاكتئاب, أو الوسواس القهري, أو خلل في كيمياء المخ؟
وهل دواء الفافرين يمكنه مساعدتي؟

جزاكم الله خير الجزاء, والله لا أدرى ماذا كنت سأفعل دونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدرالدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بفضل من الله تعالى فإن إصابات الرأس في مرحلة الطفولة دائمًا لا تؤدي إلى أضرار بليغة، فالدماغ له مقاومته المرتفعة جدًّا خلال هذه المرحلة العمرية، فالارتطامات والإصابات التي لا تؤدي إلى غيبوبة طويلة, أو إلى نزيف داخلي, غالبًا لا ينتج عنها أي أثر سلبي.

أنت قلت إنك كنت في غيبوبة عدة أيام، هذا ربما يكون له أثر سلبي بسيط، وهو السبب في التشوش الذي حدث لك، وبعض الناس أيضًا يشتكي من سوء التركيز، والبعض قد يُصاب بشيء من الوساوس، وأعتقد أن لديك وساوس بسيطة، ربما تكون مرتبطة بهذا الحادث, أو ربما تكون غير مرتبطة, المهم هو أن تحاول أن تفصل بين هذا الحدث وبين ما تعاني منه الآن، فليس من الضروري أن يكون هنالك علاقة سببية، وفي نفس الوقت لا نستطيع أن ننفيها.

عمومًا الوساوس القهرية -كما ذكرت لك- قد ترتبط أحيانًا بالإصابات الدماغية، ونشاهد ذلك بعد الحميات الشديدة التي تصيب أغشية الدماغ لدى الأطفال، وكذلك من خلال الإصابات الناتجة من الارتطامات, والإصابات الرأسية.

أنا أرى أن لا تنزعج لهذا الموضوع أبدًا؛ لأن الأساس هو أن رأس الطفل يقاوِم الإصابات، وهذا مقارنة مع ما يصيب الكبار، ففي الكبار قد تكون النتائج سلبية جدًّا، ولكن بالنسبة للأطفال -الحمد لله تعالى- تكون النتائج طيبة, ولا يعاني الطفل من خلل رئيسي في دماغه.

لا أعتقد أنه يحدث أي تغيير في كيمياء الدماغ بعد الحوادث هذه، لكن ربما يحدث اضطراب وقتي في كهرباء الدماغ، لذا نجد البعض يصاب بتشنجات صرعية بعد هذه الحوادث التي يصاب فيها الرأس والدماغ، وهذا -بفضل الله تعالى- لم يحدث لك.

أنا أرى أن تتناسى الموضوع تمامًا، أن تعيش الحياة عادية جدًّا، ولا مانع من تناول عقار فافرين، فهو جيد جدًّا في القلق الوسواسي, وضعف التركيز، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة: ابدأ بخمسين مليجرامًا، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها مائة مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً