الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستطيع الجمع بين الدواءين (cipralex 10 mg و cymbalta)؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصف لي الطبيب دواء (Rivotril) وبقيت أستخدمه لسنوات، أزيد وأنقص حسب اشتداد القلق، فقد أكتفي بنصف من اثنين mj، وقد أكتفي بربع حبة.

وكان يصف لي أدوية أخرى معه كل مرة دواء، ولكن لا أتحملها إذ تسبب لي ألما في الحنجرة والفك والرقبة، ولاسيما أطراف الجمجمة.

وهكذا مضت سنوات ولم أجد دواء يناسبني، وقبل أشهر وصف لي الطبيب مع الريفوتريل دواء (cipralex 10 mg)، وبعد استخادمي له مدة أربعة أشهر تقريبا لاحظت أن مستوى القلق والتوتر صار أخف، إلا أني لم ألاحظ أي تغير في الاكتئاب، فتوقفت عنه شهرين أو أكثر، ثم شعرت بهجوم موجة من القلق فعدت لاستخدامه، وأخبرت الطبيب أني استفدت منه تخفيف القلق دون الإكتئاب، فوصف لي دواء آخر أستخدمهما معا، وهو (cymbalta سيمبالتا 60)، فتريثت لأني قرأت في نشرة (cipralex) تحذيرات من تناول أدوية معه.

وسؤالي: هل أتناول الدواءين معا (cipralex 10 mg و cymbalta) كما وصف الطبيب ولا مشكلة -إن شاء الله-؟

وشكر الله لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عبد الله الهاشمي -حفظه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

تتفق معنا أن المبادئ الأساسية والرئسيية للعلاج الدوائي تتمثل في أن الإنسان يجب أن يأخذ الدواء الصحيح، وبالجرعة الصحيحة، وحسب التشخيص الصحيح، ومن الطبيب الصحيح، هذه هي المبادئ العامة، ومتى ما التزم بها الإنسان أعتقد أنه -إن شاء الله تعالى- سوف يتحصل على النتائج المرجوة من الدواء.

ثانيًا: الجمع بين الأدوية أمر غير محبذ، إلا في بعض الأحوال، وتحت الإشراف الطبي. هذا من ناحية عامة.

أما بالنسبة لعقاري (cipralex) (cymbalta) اللذان وصفهما لك الطبيب لتتناوله مع بعضهما البعض، أقول لك: لا بأس في ذلك بشرط أن لا تزيد جرعة السبرالكس عن عشرة مليجرام، ولا تزيد جرعة السيمبالتا عن ستين مليجرام في اليوم.

المحاذير في الجمع ما بين هذين الدوائين تأتي من أن التمازج بين الدوائين ربما يؤدي إلى زيادة شديدة في إفراز مادة السيروتونين، وهذه هي المادة التي يُعتقد أن اضطراب إفرازها، أو عدم توازنه، أو ضعف الإفراز هو الذي يؤدي إلى الاضطرابات الوجدانية، مثل القلق والإكتئاب والتوترات والوساوس والمخاوف، لكن بجرعة عشرة مليجرام سبرالكس وستين مليجرامًا سيمبالتا لا نتوقع أبدًا أن يحدث أي رد فعل سلبي ناتج من تفاعل الدوائين مع بعضهما البعض.

فعليك أخي الكريم وكما نصح طبيبك أن تتناولهما مع بعضهما البعض، وإن شاء الله تعالى سوف تخف حدة الإكتئاب والتوتر حتى ينتهي تمامًا. اصبر على الدواء، وكثيرًا ما نشاهد أن فعالية هذه الأدوية لا تبدأ في بعض الأحيان إلا بعد شهرين أو ثلاثة، بالرغم من أن الشيء المتفق عليه أن الفعالية تبدأ بعد شهرين، لكن لأسباب مجهولة وغير معلومة لدى بعض الناس تتأخر الفعالية، لذا الصبر مطلوب، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بهما.

أما بالنسبة لعقار (Rivotril) فمن وجهة نظري حول هذا الدوء واضحة جدًّا، وهو بالرغم من أنه دواء مفيد لكن يجب أن تُتخذ الاحتياطات التامة في التحكم في تناوله حتى لا يؤدي إلى الإدمان، ويجب أن يتم تناوله عند الضرورة القصوى وتحت الإشراف الطبي، وأعتقد أن أي إنسان يتناول السبرالكس والسيمبالتا بانتظام لن يحتاج للريرفوتريل.

ونصيحتي لك أخي الكريم أن تدعم العلاج الدوائي بالعلاجات السلوكية التي تقوم على التفكير الإيجابي، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، وصرف الانتباه فيما هو مفيد، خاصة حين يُصاب الإنسان بالقلق، ولا شك أن الدعاء دائمًا هو سلاح المؤمن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً