الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس لي رغبة في الزواج، ولا أدري ما السبب؟

السؤال

ليس لي رغبة في الزواج, ولا أدري ما هي الأسباب؟ مع أني أعلم أن الزواج هو إكمال لنصف الدين, وهناك العديد ممن تقدم لخطبتي, ولكن لا أرى في أحدهم الكفاءة, وهناك إحساس داخلي يمنع من الارتباط بأي شخص, ولا أدري ما هي الأسباب، فما هو الحل؟ علما بأن أسرتي محترمة, ومرتبطة اجتماعيا, وأنا إنسانة اجتماعية جدا, وأحب الناس.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يوفقك لكل خير.

ونحن نختلف معك في قولك: ليس لي رغبة في الزواج، ونرى -أيتها الفاضلة- أن هذا الاستنتاج خطأ، بدليل أن الخطاب الذين تقدموا تم الإعراض عنهم لعدم كفاءتهم, ولو كان من بينهم رجل ذو كفاءة لتمت الموافقة، ولعل الاستنتاج الذي وصلت إليه مرده -أيتها الفاضلة- إلى الظن المستحوذ عليك, أو على من بجوارك من أنك قد تأخرت قليلا على الزواج, فكانت ردة الفعل في العقل الباطني عندك أنك لا تريدين الزواج, وربما يصل الحال إلى كرهم أو بغضهم, وما ذاك إلا من جراء هذا الظن الخطأ.

والذي دفعني إلى ذلك ما ذكرته من أنك من أسرة مترابطة, ومتدينة, وأنك امرأة اجتماعية, ومحبة للخير وللناس, إذن فليس عندك من العقد التي توصلك إلى مثل هذا الاستنتاج. وما انقدح في خلدك مرده -أيتها الفاضلة- إلى ما ذكرت لك من سبب.

وأما موضوع تأخر الزواج نسبيا فهي ظاهرة عامة, حتى إن بعض التقارير تشير إلى أن متوسط سن الزواج في العالم العربي 35 عاما, وهذه الظاهرة لها أسبابها ليس هذا مجال ذكرها.

وعليه –أختنا- فأنت بهذا المقياس لم تتأخري في الزواج مما يقلقك ويقلق من حولك.

ونحن في إسلام ويب نتمنى منك عدة أمور منها :

1- مراجعة الشروط التي على أساسها تظهر كفاءة الرجل عندك, أو عند الأسرة مرة أخرى, فالمثالية في الطلب عند بعض الفتيات أمر غير محمود, مع التمسك بالدين والخلق فهما أساس البيت السليم.

2- اليقين الذي لا يقبل الشك أن الأمور بيد الله عز وجل, وأن الله كتب للإنسان ما يصلحه, وزوجك الذي قدره الله سيأتي في الموعد الذي كتبه الله, وما عليك إلا الثقة فيما عند الله, والإيمان التام بأن الله يقدر لعبده ما يصلحه, وإن كان ظاهره مرا, فالله عز وجل قال :" (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شيئا وهو شر لك والله يعلم وأنتم لا تعلمون). فالإيمان الكامل بذلك يجعلك مطمئنة راضية بما كتب الله, مطمئنة أن في هذا خير لك.

3- كثرة الدعاء لله عز وجل أن يرزقك الله زوجا صالحا تقر به عينك, فالله عز وجل هو القائل (ادعوني أستجب لكم) والله يحب أن يرى تذلل عبده له, وإظهار افتقاره إليه, وحبذا لو كان ذلك في ركعتي آخر الليل, فإن هذا وقت مظنة إجابة الدعاء.

وفي الختام -أيتها الفاضلة- نسأل الله بفضله أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك, ونحن سعداء بتواصلك, وفي انتظار المزيد من رسائلك واستفساراتك.

والله والموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • إيطاليا Mina

    {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.

  • أمريكا احمد مكي

    جزاك الله خيرا موقع اسلام ويب
    على هذا الرد الرائع
    و ارجو ان تكون هناك نصيحه للأخوة أيضا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً