الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تأثير دواء ريميرون على الحمل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة، ولي طفلان، وحامل في الثالث -إن شاء الله-، أتناول دواء (الريميرون) نصف حبة مساء، وأنا الآن في الأسبوع التاسع من الحمل، وقد وصفته لي طبيبة الأمراض العصبية، وقالت لي: إنه لا يضر الحمل، وكنت قد بدأت بربع حبة للتذكير لكني خائفة جداً على الجنين.

هل هذا الدواء يمكن تناوله أثناء الحمل أم لا؟ مع العلم أني أعاني من الرجفة، ونوبات الخوف الشديد، وعدم الاتزان في المشي والوقوف.

ولكن بعد تناوله نقصت هذه الأعراض، وبدأت في التحسن، ولكن لا أستطيع التركيز عندما يتكلم معي شخص ما، وأحس وكأن هناك شدا في وجهي ورأسي، ولا أستطيع أن أكمل الحديث لمدة طويلة، وتزداد الحالة من العصر إلى الليل، ولا أريد أن أتكلم كثيرا، وأنزعج من أتفه الأسباب، وأغضب كثيرا، وأحس وكأني في عالم آخر.

أنتظر الجواب من فضلكم، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الصباح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمبدأ الطبي الرصين هو أن لا يتم تناول أدوية في فترة تخليق الأجنة، وهي الأربعة أشهر الأولى، ولكن هنالك حالات اضطرارية، أو شبه اضطرارية يحتاج الإنسان فيها للدواء، وهنا لا بأس أن يكون تناول الأدوية تحت الإشراف الطبي.

الأدوية التي تعتبر سليمة في فترة الحمل الأولى فيما يخص العلاجات النفسية هي مضادات الاكتئاب القديمة، مثل: عقار تفرانيل وأنفرانيل، هذه أُعطيت البراءة الكاملة من حيث السلامة، كما أن عقار (بروزاك)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) يعتبر أيضًا من الأدوية السليمة جدًّا، وهو من الأدوية الحديثة.

أما بالنسبة للريمارون فالموقف كالآتي: الشركة المصنعة لم تعطه حتى الآن البراءة الكاملة من حيث السلامة أثناء الحمل، وهذا لا يعني أن الدواء مضر أثناء الحمل، لكن الشركة لا بد أن تجمّع عينات ومعلومات معينة حول استعمال الدواء في فترة الحمل، ومن ثم بعد ذلك تعلن على الملأ السلامة التامة لهذا الدواء.

حتى الآن الشركة تقول إن الدواء غير مضر في أثناء الحمل، ولكنها لم تصرح بذلك التصريح المطلق.

هذا الكلام أرجو أن لا يزعجك؛ لأنها حقيقة علمية، والطبيبة أيضًا محقة لأنها أعطتك جرعة صغيرة، ودائمًا الجرعات الصغيرة لا يتوقع أن تكون لها أي آثار سلبية.

المهم هو أن تتابعي الحمل مع طبيبة النساء والولادة، وذلك من خلال رصد التطور الارتقائي، ونمو الجنين من خلال إجراء الموجات الصوتية، وهذا أمر معروف للطبيبة.

إذن استمري على الدواء مع المتابعة المنتظمة مع الطبيبة، ولا بد أن تحرصي على الآليات العلاجية الأخرى مثل: ممارسة تمارين الاسترخاء، فأنت مشكلتك الآن هي مع التركيز، ومع القلق والتوترات وشيء من هذا القبيل، هذا يتحسن فيه الإنسان كثيرًا إذا طبق تمارين الاسترخاء، فأرجو تصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، وأرجو أن تكوني حريصة جدًّا في تطبيقها والتعامل معها، ولا بد أيضًا أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وافرحي بهذا الحمل، وسلي الله تعالى أن يهبك الذرية الصالحة، هذا كله يعطيك دفعة نفسية إيجابية جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يرزقك الله تعالى الذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً