الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحلام اليقظة أثرت على مستواي الدراسي والاجتماعي..فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب جامعي 22 سنة من فلسطين، بدأت مشكلتي عندما كنت في المدرسة (15سنة) حيث بدأت أعاني من أحلام اليقظة وذلك للهروب من الواقع (مشاكلي مع الطلبة الآخرين) ومع ذلك كنت الأول على صفي.

طبيعة أحلام اليقظة كانت مجرد أفكار تأتيني كثيرا في المدرسة والبيت والشارع، وتؤدي بي إلى سوء التركيز، فكنت أذهب بأفكاري إلى البطولات الوهمية.

استمرت مشكلتي حتى الآن، أنا حاليا في الجامعة وبدأت ألاحظ أن هذه الأحلام أصبحت مصحوبة بالضحك أحيانا وبحركات اليد لمدة تصل إلى ساعات حيث أشعر من خلالها بالراحة النفسية وبالهروب من الواقع.

حتى في ليلة الامتحان وقبل الامتحان بدقائق تأتيني هذه الأحلام، ففي أحد الامتحانات لم أنم الليل ولو لدقيقة! حيث أردت أن أدرس، لكن لم أستطع الخروج منها -أحلام اليقظة- مما انعكس بشكل كبير على أدائي الدراسي.

كما أنه في بعض الامتحانات التي يكون لها عدة أيام للدراسة أشعر بالخوف الغير مبرر، ولا أدرس إلا لفترات قصيرة ومتقطعة تتخللها أحلام اليقظة.

هذه الأحلام يصاحبها نشاط زائد، حيث تنشط بالمشي بشكل كبير وتقل بالجلوس. كما أنها تأتيني أثناء المحاضرات، علما أنني أجلس بالصفوف الأمامية.

كما بدأت ألاحظ مؤخرا نسيان بعض الأشخاص الذين أتعامل معهم كثيرا، وضعف في الذاكرة، وقلق أثناء التحدث مع الآخرين فلا أجد الكلمات المناسبة، وخوف وعدم ثقة من الإجابة عن سؤال أمام الطلبة مع أنه سهل جدا، مثلا: عندما أسأل عن اسمي.

مضمون هذه الأحلام: بطولات خيالية كأن أمتلك قوى سحرية (كما في برامج الأطفال)، أو شخصية قوية في التكلم بطلاقة واللياقة البدنية، كما تتضمن التفكير بكل المواقف: كيف أمشي وكيف أركب السيارة؟! وكأن من حولي يرصدون تحركاتي؟

مشكلتي تزداد سوءاً يوما بعد يوم أكثر، لدرجة أنني لا أعلم لحظة إلا وأحلام اليقظة تراودني .

أرجو أن تسامحونني على الإطالة، وأرجو من حضرتكم التكرم علي بالجواب الشافي والكامل، وجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء، وشكرا لكم .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن أحلام اليقظة هي أمر طبيعي وعادي جدًّا لدى معظم الشباب، لكنها في بعض الأحيان قد تنجرف من مسارها الطبيعي، وتصبح مزعجة لصاحبها، فقد تتعدد مكوناتها أو تكون غريبة ونمطية، وهنا تأخذ النمط الوسواسي، وهذا هو الذي حدث لك.

إذن نوعية أحلام اليقظة التي تعاني منها والتي ارتبطت ببعض الحركات الجسدية كما تفضلت هي وسواسية الطابع، وهذه قد تضعف التركيز، لأنها قد تزيد من درجة القلق، وهذا هو الذي حدث لك.

أنا أؤكد لك أن هذه المرحلة مرحلة طبيعية جدًّا، وإن شاء الله تعالى هي عابرة وسوف تنتهي تلقائيًا.

عليك أخي الكريم أن تحرك الكوامن الإرادية الداخلية لديك، وذلك بأن تفكر في الفكرة الوسواسية هذه، وفجأة قل لنفسك (قف قف قف) هنا تصرف انتباه نفسك عن الفكر الخيالي وتعود إلى الواقع بإيقافه. خاطب الفكرة مخاطبة مباشرة.

أو مثلاً قم بالضرب على يدك بقوة وشدة؛ فالشعور بالألم حين تكرره وتجعله يتمازج ويختلط بالخيال سوف يضعفه.

هذا نوع من الحيل النفسية البسيطة التي وجد أنها تساعد، وفي ذات الوقت ممارسة تمارين الاسترخاء أيًّا كان نوعها خاصة تمارين التنفس المتدرج تساعد كثيرًا في التحكم في مثل هذه الحالات، فأرجو أن تحرص على هذه التمارين، وللاطلاع على كيفية تطبيقها أرجو أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي تتحدث عن كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

ممارسة الرياضة أيضًا جيدة.

لا تكتم، هذا مهم كذلك، فكثير من أحلام اليقظة والفكر الخيالي المسترسل النمطي الوسواسي يكون ناتجًا من احتقانات داخلية ناتجة من الكتمان، فكن معبرًا عن نفسك، لا تختزن ولا تحتقن داخليًا، كن منفتحًا، تواصل اجتماعيًا، هذا إن شاء الله تعالى يحول كل طاقاتك النفسية هذه إلى طاقات إيجابية.

هنالك دواء بسيط يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) وجد أيضًا أنه ذو فائدة جيدة للتخفيف من وطأة هذه الأفكار، ومن أجل تحسين التركيز أيضًا.

جرعة الفافرين المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة جدًّا، تناولها بمعدل خمسين مليجرامًا ليلاً بعد الأكل، تناولها بانتظام لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها.

ولمزيد الفائدة حول أحلام اليقظة وعلاجها السلوكي يمكنك مراجعة هذه الروابط: 281321 - 273281 - 280938 - 281321

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأرجو أن يكون الجواب الذي ذكرناه لك شافيًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً