الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما مدى صحة هذه المقولة: من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه؟

السؤال

ما هي المجالات أو نوع الكتب التي تحتاج لشارح لها من غير كتب الدين أقصد المجالات الدنيوية؟ وهل تنطبق عبارة (من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه) على كل المجالات دينية ودنيوية؟

أرجو الإفادة مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صوت الفجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة وابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، ولا شك أن تلقي العلوم سواء كانت دينية أو دنيوية عن المعلم له نتائجه الطيبة الكثيرة، ومن أهم ذلك تسهيل هذه العلوم وسهولة فهمها وحفظها، كما أنه أيضًا يحفظ للطالب الوقت والجهد، فإن الوقت اليسير مع المعلم يحصل به الطالب على كثير من المعلومات التي لولا المعلم لأمضى طويلاً في تحصيلها وفهمها، كما أنه أيضًا موفر لكثير من جهد الطالب، ومن ثم فتلقي العلوم عن أصحابها دينية أو دنيوية أمر في غاية الأهمية للطالب والدارس، ولكن هذه العلوم تتفاوت من حيث الحاجة إلى معلم فيها بتفاوتها في صعوبتها وسهولتها، فكلما كانت المعلومات دقيقة وصعبة الفهم على الطالب – وهذا يختلف باختلاف حال الطالب –.

فالطالب المبتدئ في علم ما يحتاج أشد الاحتياج لمعلم يعطيه مفاتيح هذه العلوم ومصطلحات هذه العلوم، فإذا تمكن الطالب بعد ذلك من معرفة مصطلحات العلم ومعرفة قواعده ربما سهل عليه بعد ذلك الاستزادة والقراءة في كتب الفن سواء كانت دينية أو دنيوية، فهذا أمر بالجملة ليس له ضابط محدد.

وقد أقر العلماء قديمًا وحديثًا أن من طرق التعلم تلقي الطالب القراءة من الكتاب، ولكن شرطه أن يكون قد علم مفاتيح هذا العلم، بحيث يأمن على نفسه الوقوع في الخطأ والزلل في فهم المعلومات التي يقرأها.

وبالجملة: فمناقشة المعلم ومدارسته من أنفع الأساليب في تحصيل العلم، ولو فُرض أن الطالب اجتهد وقرأ بعض الكتب في المجالات التي قد أخذ مفاتيحها عن أهل الاختصاص، لو فرض أنه قام بذلك فإنه يستحسن له أن تكون له جلسات للنقاش والمشاورات مع المختصين، وأن ينتهز الفرص لطرح ما لديه على الآخرين، حتى يثق من صحة ما لديه من المعلومات التي اكتسبها.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والتيسير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً