الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جربت المواجهة كثيراً ولكن دون جدوى!

السؤال

أنا أعاني من خوف شديد عند مواجهة أدنى المشاكل، يصيبني خوف واحمرار الوجه، ونزول عرق حتى لو كان الجو شبه بارد! شفتاي ترتجفان، وتتغير نبرة الصوت، حتى ولو كانت المشكلة صغيرة جداً.

لقد قرأت الاستشارات السابقة وما فيها، والدكتور ينصح بالمواجهة، وأنا جربت المواجهة كثيراً، ولم أستفد شيئاً، فهل من علاج دوائي لعمر عشرين سنة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صديق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالخوف الشديد عند المواجهة هو دليل على وجود حالة تشخيصية بسيطة، نسميها بالرهاب أو الخوف الاجتماعي، واحمرار الوجه والتعرق والارتجاف وتغير نبرات الصوت هي أمور ناتجة من تغير فسيولوجي داخل الجسم، وهذه تعتبر حالة طبيعة جداً، المهم في الأمر هو أن تتفهم أن المواقف الاجتماعية التي تجد صعوبة في مواجهتها خاصة حين تكون هنالك أنواع من المشاكل يمكن مواجهتها دون أن تحدث لك الأشياء التي تتوقعها.

التلعثم والتغير في نبرات الصوت ليس حقيقياً، احمرار الوجه شيء طبيعي ينتج من زيادة ضخ الدم، وهذا أمر صحي، وأؤكد لك أنك لن تفقد السيطرة على الموقف، ولن تحرج ولن يستهزئ بك الآخرون، لا يقوم أحد بمراقبتك أصلاً، وهذا مهم جداً، أكثر أخي من هذه المواجهات، ومن المواجهات الممتازة هي صلاة الجماعة، خاصة في الصف الأول، ومن المواجهات الممتازة أيضاً أن تشارك الناس في أفراحهم، وحضور هذه المناسبات يفيد جداً.

أنت في هذه السن، سن بدايات الشباب، مارس الرياضة مع مجموعة من الشباب، هذا أيضاً يزيد من مهاراتك وقدرتك على أن تختلط وأن تتفاعل مع الناس، كن معبراً ما بداخل نفسك، الإنسان حين يعبر عما بداخل نفسه لا يوجد صعوبة في مواجهة المشاكل، ولا ينفعل سلبياً، وحين تنظر إلى المشاكل لا تضخمها، الحياة لا تخلوا من بعض الصعوبات والإنسان، الحق عز وجل أعطاه القدرة على أن يواجه المواقف فكن إيجابياً في تفكيرك وهذا يفيدك كثيراً.

بالنسبة للعلاجات الدوائية كثيرة وجيدة وممتازة ومفيدة، وهنالك دواء يعرف باسم زولفت (Zoloft ) وأيضاً اسمه لسترال (Lustral) واسمه العلمي هو سيرترالينSertraline )) يعتبر هو الأنسب لحالتك وأنت محتاج له بجرعة صغيرة، ابدأ بتناول الزولفت بجرعة 25 مليجراما، وهذا يعني أن تقسم الحبة إلى نصفين، تناول نصفها يومياً ليلاً لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة - أي 50 مليجراما - تناولها ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء - إن شاء الله تعالى - سوف يفيدك كثيراً، وحين تشعر بالتحسن بعد أن تتناول الدواء لابد أن تكثر من المواجهات، وأن تحقر فكرة الخوف وأن تعرف أنك لست بأقل من الآخرين، وأنه لا أحد يقوم بمراقبتك، وأكثر من التمازج الاجتماعي كما ذكرنا لك، وهذا يفيدك كثيراً.

ولمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

جزاك الله خيراً، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً