الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أوفق بين رضا والدي ورضا زوجي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجت بعمر (31) عاماً، من رجل يكبرني بـ (20) عاماً، وليس من جنسيتي، فعارض أبي بشدة، ثم وافق وتم العقد بشرط الإقامة في بلدي، كما وجه لي تحذيراً شديد اللهجة من أن أغير رأيي في المستقبل، وأرحل مع زوجي.

تم الزواج منذ أكثر من عام، ولم أرزق بأطفال, واجهت زوجي بعض المشاكل، والآن هو يصر على الرحيل إلى بلده الأوروبي الذي يحمل جنسيته، وأنا في عذاب شديد، وبين (3) احتمالات:

1- أن أرحل مع زوجي، ولكن أتوقع أن يغضب أبي وأمي بشدة علي، وقد يقاطعونني، وهذا أمر شديد الوقع علي.

2- أن يطلب مني والدي أن أفسخ عقد الزواج لعدم التزام زوجي بالشرط، وأنا لا أرغب بذلك، لأنني عانيت من قبل بشدة من تأخر سن الزواج، وخصوصاً من أبي.

3- أن يطلب والدي أن أمكث أنا ببلدي ويعود زوجي لبلده على أن نتبادل الزيارات، وأنا وزوجي نكره ذلك، لأني أحتاج زوجي بجانبي، كما أخشى أن يؤدي ذلك إلى عدم الاستقرار وإلى فتنة زوجي في البلد الأوروبي وتركه لي.

كل اختيار أصعب علي من الآخر، لقد استخرت ولا زلت لا أعلم ماذا أقرر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

لاشك أنك في موقف يبعث على الحيرة، ولكن الخير فيك - إن شاء الله - واضح وجلي، وهو الحرص على أن تكوني مع زوجك، مع الحرص كذلك على بر والديك بقدر الاستطاعة.

ما شرطه والدك باعثه الحرص عليك، والخوف على مصالحك، وهذا تصرف صادر عن قلب محب لك، فهي فطرة الله التي فطر عليها الآباء والأمهات، وما دام أن الزواج قد تم، فينبغي أيتها الأخت الكريمة أن تسعي بقدر استطاعتك في إقناع والدك وطمأنته على سلامة مستقبلك - بإذن الله تعالى - وأنه ليس ثمة شيء يخاف منه، وأن العالم اليوم أصبح كالقرية الواحدة، ووسائل الاتصال قربت البعيد، فاستعيني بإقناعه بهذه الفكرة بكل من له تأثير عليه من الأقارب كأعمامك أو أخوالك، وكذلك والدتك، وحاولي أن تصارحي والدك بحاجتك إلى زوجك، وأنه لا غنى للمرأة عن زوجها، وعديه بدوام التواصل والإكثار من الزيارة بقدر الاستطاعة، ونحو ذلك من الكلام الذي يبعث على الاطمئنان عليك عندما تغبين عن نظرهم.

إذا أصر الأب على موقفه فإنه لا يلزمك شرعًا طاعته في مثل هذه الحال، ولك أن تسافري مع زوجك، وليس في ذلك عقوق، مع مبالغتك في الإحسان للوالدين بقدر الاستطاعة، وبكل ما تقدرين عليه من كلام أو إهداء، أو غير ذلك من وسائل البر والمعروف الذي تقدرين عليه.

خير ما نوصيك به تقوى الله تعالى، والتوجه إليه وسؤاله باضطرار أن يشرح صدر أبيك بما تريدين، وأن يشرح صدر زوجك أيضًا للقيام بحقوقك وحفظك، وكوني على ثقة بأنك كلما كنت مع الله فإن الله عز وجل معك ولن يضيعك، فأحسني علاقتك بالله، وأكثري من دعائه واستغفاره، وسيجعل الله عز وجل لك فرجًا ومخرجًا.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً