الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بهذه الأدوية لعلاج الخوف الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم,,,

ما مدى كفاءة كلا من:
(Trazodone) ,(Amitriptyline) ,(maprotiline) ,(nefazodone) ,(dothiepin)
(mianserin) في علاج الخوف الاجتماعي والاكتئاب؟ وهل الجمع بينهم مفيد؟ فأنا آخذ (تريزدون) 150 مج وهو يحسن حالتي, وهل آخذ معه شيئا إضافيا؟ وهل (تريزدون) وحده كافٍ لعلاج الخوف الاجتماعي؟ وما هو ترتيب الأدوية من حيث الأفضلية لعلاج الخوف الاجتماعي؟ وهل حرارة المشروبات الساخنة, مثل: الشاي تؤثر على الأدوية في المعدة فتفسدها وتفقد مفعولها إذا أخذت الدواء بعد تناول المشروب أو إذا أخذت مشروبا ساخنا بعد تناول الدواء بفترة قصيرة؟

ولي سؤال آخر:
وهل يسبب دواء (ترازدون) حساسية في الأنف؟
علما أن هذا الدواء يخفف عني الاكتئاب كثيرا, ولكن بعد أن آخذه يسبب لي دوخة تستمر لمدة ساعة ونصف فهل من حل؟

أنا آخذ جرعة 150 مج, وأتناوله قبل النوم, هل يمكن أن آخذ معه دواء
(Amitriptyline)؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن كل الأدوية التي ذكرتها هذه ليست ذات فعالية جيدة لعلاج الخوف الاجتماعي، هذا إذا أخذناها من حيث الفعالية المباشرة، لكنها تساعد في علاج الرهاب الاجتماعي, وذلك من خلال تقليل درجة القلق المصاحب، والقلق الاجتماعي في الأصل هو نوع من القلق.

أما بالنسبة لعلاج الاكتئاب فهي تعتبر أدوية فعالة وجيدة وممتازة، وسوف أذكرها لك بالترتيب الآن:

• الترازدون (Trazodone): دواء ممتاز لعلاج الاكتئاب، وفي فترة من الفترات كان هو الدواء الأول في أمريكا، يساعد هذا الدواء أيضًا في النوم، وأحد عيوبه أنه ربما يؤدي إلى انتصاب للعضو التناسلي لدى الرجال لفترات طويلة، وإذا حدث هذا العرض فيجب التوقف عن الدواء مباشرة, هو دواء فعال لعلاج الاكتئاب لكن فعاليته في الخوف الاجتماعي قليلة.

• الإميتربتالين (Amitriptyline): هذا هو الدواء التقليدي المعروف، وهو يعتبر الأب الأول لهذه الأدوية، وهو دواء فعال جدًّا لعلاج الاكتئاب، ومحسن للنوم، وكذلك محسن الشهية للأكل, لا يساعد كثيرًا في علاج الرهاب الاجتماعي, آثاره الجانبية تتمثل في: أنه قد يؤدي إلى شعور بالجفاف في الفم, وثقل في العينين, وبالنسبة لكبار السن: ربما يؤدي إلى حصر البول وحبسه، ولذا لا ينصح باستعماله في هذه الفئة, كما أنه قد يؤدي إلى ارتفاع في ضغط العين لدى كبار السن.

• المابروتالين (maprotiline): دواء ممتاز جدًّا, ويعمل من خلال مادة النورأدرنين, ولا يؤثر على السيروتونين كثيرًا، وهذه الخاصية تميز هذا الدواء، وهو دواء طيب ولطيف وفاعل لعلاج الاكتئاب, يعاب عليه فقط أنه ربما ينشط بعض البؤر الصرعية التي تكون خاملة وكامنة عند بعض الناس.

• النفازودون (nefazodone): دواء استعمل لعلاج الاكتئاب، لكن هنالك الكثير من الخلاف حول فعاليته.

• دواثيابين (dothiepin): هذا دواء جيد ممتاز لعلاج الاكتئاب، ويلاحظ أن فائدته أكثر عند النساء لسبب غير معروف.

• المانسرين (mianserin): دواء ممتاز جدًّا لعلاج الاكتئاب النفسي، يحسن النوم، ويتميز بأنه سليم جدًّا بالنسبة للذين يعانون من أمراض القلب.

بالنسبة لسؤالك: هل الجمع بينهم مفيد؟
أنا لا أعتقد أن الجمع بينهم أمر جيد, وليس له داعٍ أبدًا، الإنسان يتناول جرعة واحدة من دواء واحد, وتكون الجرعة صحيحة.

جرعة (الترازدون) التي تتناولها وهي: مائة وخمسون مليجرامًا في اليوم, من وجهة نظري هي جرعة كافية جدًّا.

سؤالك: هل (الترازدون) وحده كافٍ لعلاج الخوف الاجتماعي؟
لا، (الترازدون) ليس هو الدواء الأمثل لعلاج الخوف الاجتماعي, ربما تحتاج أن تخفض جرعة (الترازيدون) إلى مائة مليجرام, وتضيف لها عقار (زيروكسات) بجرعة نصف حبة في اليوم، ويمكن أن ترفعه حتى حبة كاملة، ولكن لا تزد على هذا.

والدواء الآخر والذي هو بديل للزيروكسات هو عقار (مودابكس), والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) وهو متوفر أيضًا في مصر.

بالنسبة لسؤالك الآخر: هل حرارة المشروبات الساخنة مثل الشاي تؤثر على الأدوية في المعدة؟

لا أعتقد أنه يوجد أي تأثير لها، لكن يفضل أن يتم تناول الأدوية بعد فترة قصيرة من تناول المشروبات الساخنة, وذلك كنوع من التحوط، وأن يتم إفراز الدواء في محيط محايد نسبيًا، فالعصارة المعدية يعرف أنها تحمل الكثير من المركبات الكيميائية والأحماض، وفي حالة ارتفاع درجة الحرارة نسبيًا هذا قد يكون أمرًا غير محمود.

سؤالك حول (الترازيدون) والحساسية: (الترازيدون) لا يسبب أي حساسية في الأنف، فأرجو أن تطمئن من هذه الناحية.

(الترازدون) قد يسبب دوخة, نعم، لأن من خصائصه أنه يهدئ، والأدوية التي تؤدي إلى نوع من التهدئة والاسترخاء تؤدي إلى الدوخة.

أنا أعتقد أن جرعة مائة وخمسين مليجرامًا حين تتناولها كجرعة واحدة ربما تكون كبيرة نسبيًا، ولذلك يفضل أن تتناول خمسين مليجرامًا ظهرًا ومائة مليجراما ليلاً.

هل يمكن أن تتناول (الترازدون) مع (الإميترابتلين)؟
هذا غير محبذ، وإن اضطررت لذلك فيجب أن لا تزيد جرعة (الإميترابتلين) عن خمسة وعشرين مليجرامًا في اليوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً