الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعرف سبب الرجفة التي تصيبني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبعث إليكم سؤالي بعد تردد في طرحه، لكن بعد شعوري حيال الموقف الذي وضعت فيه بالذهول والألم أيقنت أنه لا بد لي من حل.

أنا طالبة نشطة أشارك منذُ صغري في الإذاعة المدرسية، وأحب ذلك ولا يصبني التوتر أو الخوف، إلا أن الغريب أن جسمي يرتجف، وأجهل سبب ذلك، فأنا لا أشعر بالخوف أبداً، هذه مشكلة تأزمني وتشعرني كثيراً بالإحراج.

أنا -بفضل الله- أتقن الخطابة وصوتي جميل، فما إن أمسك بالورقة حتى يستعجب البعض ويفقدون ثقتهم بي، أيضاً في ساعة الامتحان تصاب فخذي اليسرى برجفة، مع أني لست قلقة بشأن الامتحان، فما سيكتبه الله لي هو خير، قد تكون الرجفة وراثية، فأختي سليمة (لا تعاني مرض أو سكر) وألاحظ في الاجتماعات أو زيارة الأقارب رجفة قليلة عندما تمسك بشيء.

ذات مرة طلبت المعلمة في حصة الرياضيات حل تمرين فردي، فأصبت في حله وأريته الأستاذة، ثم عدت إلى مقعدي، بعدها أشارت إلي الأستاذة لحله على السبورة، فحللته ثم توقفت فجأة ولم أكمل، ولا أدري لماذا كنتُ أرتجف، سألتني المعلمة لمَ توقفت إن كنت حللته بمفردك؟ طلبت مني الرجوع إلى مقعدي، بينما طلبت من صديقتي إكمال المسألة، كل من حولي في ذلك الحين بدأ يسألني (ماذا دهاك؟) كان موقفاً مؤسفاً، شعرت بالإحباط بعده وشككت في قدراتي.

أستغرب من تناقض شخصيتي مع ما يحدث لي، آمل أن أجد عندكم تفسيراً لرجفتي، شاكرة لكم ما تقدمونه، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالرغم من ترددك في طرح سؤالك، فقد تمكنت من فعل هذا، ولعل هذا التردد هو جزء من الموضوع الذي كتبت عنه.

من الواضح أنك جريئة ومتمكنة من نفسك وشخصيتك، وسجل نشاطك المدرسي، وخاصة مع إذاعة المدرسة دليل هذا النشاط والثقة، وهناك عدة احتمالات لتفسير ما تشعرين به أحياناً من بعض الرجفة والارتباك، بالرغم من أنك واثقة من نفسك، ولا تشعرين بالارتباك.

أولاً لا ننس أنك في مرحلة المراهقة، حيث أنت في 18 من العمر، حيث تعتلج في جسم المراهقة الكثير من الهرمونات التي تجعل الشخص تظهر عنده بعض الأعراض، كالنشاط الزائد، وبعض الارتعاش مثلاً، مع أنه لا يشعر بأي سبب لهذا الارتعاش، واطمئني فإن هذا يخف مع الوقت، وخاصة إذا عرفت هذا ولم تلومي نفسك على مثل هذه الأعراض التي لا كسب لك فيها، وهي تحدث بطريقة عفوية آلية بسبب فعل الهرمونات، وخاصة في المواقف الصعبة، كالحديث أمام الناس أو المشاهدين أو المستمعين.

والسبب الثاني أيضاً له علاقة بالسن التي أنت فيها، إلا أنه ليس بسبب الهرمونات، وإنما بسبب نموك النفسي والجسمي، حيث أنت في مرحلة يزداد فيها وعي المراهقة لأدائها أمام الآخرين، بينما كنت في الطفولة لا تعيرين هذا الأمر أي اهتمام أمام الناس، حيث كنت لا تبالين بما يعتقده الناس أو يفكرون فيه، بينما أنت الآن في هذا السن يهمك كل هذا وغيره كثير.

الأمر الثالث والذي لا يكون متحققاً هنا، ولكني أذكره فقط من باب أن لا يفوتنا أي شيء، وهو أنه في حالات من الإجهاد والتعب أو قلة النوم أو الجوع، كل هذا يمكن أنة يسبب عندنا بعض الرعشة والرجفة، بالرغم من أننا لا نشعر برهبة الامتحان أو رهبة الحديث والإلقاء أمام الناس، ولذلك نحاول قدر الإمكان أن نكون في حال مريح بعد نوم جيد، وأن لا تكون المعدة خاوية.

لا أعتقد أن لديك تناقضاً في شخصيتك، فشخصيتك طيبة ونشيطة، وأعجبني فيك توكلك على الله تعالى، وهو لن يخذلك، وأنت بهذه النفسية الطيبة المؤمنة.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

وفقك الله، -وإن شاء الله- نسمع أخبار نجاحاتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً