الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي أصيبت بالتلعثم وكرهت المدرسة..فما الحل معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابنتي عندها تلعثم مفاجئ من بعد ما كانت تتكلم بشكل جيد جدا، وعندها حصيلة كلمات ممتازة منذ كانت في سن الثانية، وحصل التلعثم في الثانية والنصف، وهى الآن عمرها ثلاث سنوات ونصف.

رآها الدكتور، وقال: من المؤكد أنها خافت من حاجة ما وهذه نتيجتها، مع العلم أني لا أتركها لحالها ولا لحظة، ولا أتركها مع أحد، وذهبت بها لأحد الشيوخ فقال: إنها محسودة.

القرآن أسمعها إياه وأرقيها، وحالتها لا تتغير، ونخشى من أن تزيد ، علماً أن عندها أخاً عمره 13 سنة، وأختاً عمرها 10 سنواتـ، ولما ذهبوا المدرسة كانت تتمنى تذهب معهما، فقلت فرصة ترى الناس وتتكلم وتتحسن، وبالفعل أدخلتها روضة في نفس مدرسة الأولاد، وراحت معهم أول يوم، ولما ذهبت بها هناك بكت كثيراً، ولا تريد، المهم أقنعتها، وبقيت فترة أسبوع كل يوم تبكي وهي ذاهبة وبالليل تبكي، وتقول لا أريد الذهاب أريدك معي، وزاد موضوع التلعثم لدرجة أنها تتعب لما تتكلم، ويطلع الكلام بصعوبة جدا، وطبعاً تغضب وتبكي لأنها لا تعرف تتكلم، فأخرجتها من المدرسة حتى لا تكره المدرسة.

ظروف معاملتنا لها هو أننا نسمع كلامها وندللها، ولو ضايقها أحد إخوانها تقول اضربيه فتضربه.

أخوها عطوف عليها، وأختها لا تعطف عليها، فأقوم أحيانا بالقسوة على أختها.

كيف نزيل القلق الانفصالي الذي عند ابنتي الصغيرة؟ لأن الدكتورة قالت هي عندها القلق الانفصالي المرضى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ما يحدث لهذه الصغيرة من تلعثم ومخاوف شديدة عند الفراق، هي حالة معروفة جدًّا، والتعلثم في الكلام يعتبر نوعًا من النكوص - أي التراجع - إلى مرحلة ارتقائية أدنى، وهذا نشاهده حتى عند الشباب، فحين يتعرضون إلى ضغوطات نفسية نجد الشاب الذي عمره عشرين سنة مثلاً يتكلم كما يتكلم الطفل، وفي الأطفال يكون النكوص الكلامي في شكل تأتأة أو تقطع في الكلام.

هؤلاء الأطفال دائمًا يكونون من الأطفال الجيدين العطوفين الودودين، وطريقة العلاج هي عن طريق التجاهل التام...هذا أولاً.

ثانيًا: يجب أن تقللي من التصاق الطفلة واحتكاكاتها بك، بمعنى آخر: لا بد أن تكون هنالك مسافة جغرافية.

ثالثًا: حاولي أن تشجعي الطفلة وتحفزيها وتشعريها بالأمان، خاصة في الظروف التي لا تكون متوقعة فيها المكافئة، يعني مثلاً: فجأة قومي باحتضانها وتقبيلها دون أن تتوقع ذلك.

رابعًا: دعيها تختلط مع الأطفال الآخرين بقدر المستطاع.

خامسًا: العبي معها ولاعبيها، وانزلي إلى مستواها الطفولي، هذا يساعد الطفل كثيرًا ويُشعره بالأمان.

بالنسبة لموضوع المدرسة: إذا طُبقت هذه الآليات بعد ذلك سوف يتطور عندها الرغبة نحو المدرسة، ويعرف أن هذه الحالات تختفي تلقائيًا في كثير من الحالات، لكن لا بد أن تتخذ الإجراءات الإرشاداية التي ذكرناها وذلك حتى لا يتطور الأمر ويكون الطفل طفلاً اعتمادياً ويرفض الدراسة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذريتك ذرية طيبة وقرة عين لكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً