الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبت من العادة السرية ثم ضعفت ورجعت لها، فهل يدل هذا على النفاق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على الموقع، -وإن شاء الله- في ميزان حسناتكم.

أدمنت على العادة السرية، وحاليا -الحمد الله- هدانِ الله، لكن أحيانا الشيطان يغلبني وينتصر عليّ، وإذا فعلتها أحس بأن يومي كله تعيس، والشيطان يوسوس في نفسي ويقول: أنت تصلي وتقوم الليل والآن تفعلها، وكأنه يقول لي: أنت منافق، وأستغفر ربي وأرتاح، فهل هذا يدل على أن في قلبي إيمان؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير.

أخي الحبيب: لا شك أنك ما أقلعت عن هذه الفعلة القبيحة إلا بعد أن تأكدت حرمتها وضررها، أما حرمتها فواضح من قول الله -عز وجل-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) وعلى هذا اعتمد جمهور أهل العلم على حرمتها، وما دمت قد تبت إلى الله منها فالحمد الله الكريم المنان على هذا الفضل، وكونك قد ضعفت مرة أو مرتين فلا يعني ذلك نفاقا ولا ما شابهه، وإنما هي معصية يجب أن تتوب منها، وأن تكرر الندم، وإياك من الاستماع إلى وساوس الشيطان الذي يريد أن يحزنك ويحزن أهل الطاعة والإيمان وليس بضارهم شيئا.

أخي الحبيب: الله كريم حليم ستير، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، فاحرص إذا وقعت في المعصية على بذل جهد أكبر من الطاعة في الليلية ومن المناجاة القلبية، ومن التعرض لساعات الفضل في الليل، والجأ إلى ربك مستغفرا، وسله الثبات على الإيمان والطاعة، وأبشر بمغفرة الغفور وبفرح التواب بتوبة من يتوب إليه، وقد تاب الله على من قتل مائة نفس وهو القائل في كتابه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}، وهو سبحانه القائل: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، وقد قيل للحسن البصري: إننا نتوب ثم نذنب ثم نتوب ثم نذنب، فقال: إذا أذنبت فتب إلى الله وإن تكرر الذنب والخطأ، فقيل له: إلى متى؟ فقال: حتى يكون الشيطان هو المخذول.

أخي الحبيب: احرص على معرفة الأسباب التي جعلتك تضعف، وقو علاقتك بربك، بالإضافة إلى ما يلي:

1- اجتهد في غض البصر، وابتعد عن الأماكن والمناظر المشبوهة أو المثيرة.

2- سارع إلى تحصين النفس بالزواج، لأنه الحل الأمثل والطريق الطبيعي المشروع لتصرف الشهوة.

3- اجتهد في الصوم فإنه حصن حصين ووجاء عظيم.

4- أكثر من الرياضة وتعهدها فإنها تكسر حدة الشهوة.

5- تجنب الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد، وعليك بالصديق الصالح.

6- ابتعد عن الشره في الأكل.

7- تذكر الآثار السلبية لممارسة العادة السيئة، وكيف أنها تؤثر على كل خلايا الجسم بالإضافة إلى الهزال والاصفرار، وفوق ذلك تأنيب الضمير.

8- اجتهد في شغل وقتك بالنافع المفيد، وابتعد عن الفراغ وذلك بوضع برامج متتالية لا تسمح للنفس بالتفكير بسفاسف الأمور.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك الشر، ونحن في انتظار أسألتك واستفساراتك.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول أضرار هذه العادة السيئة: (38582428424312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284)، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً