الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي الشديد والاكتئاب وعسر المزاج... ما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من الاكتئاب، وكره الحياة، وأبتعد عن الناس، وفي نفس الوقت أريد التقرب منهم, لثقتي بنفسي معدومة، ولدي تقدير متدني للذات، ومصاب بالرهاب الاجتماعي.

فأنا أخجل أحيانا من الأصغر مني (ليس أصغر مني بكثير ربما سنتين إلى ثلاث سنوات) في حال كانوا يتمتعون بشيء لا يوجد عندي كأن يكونوا أجمل مني.

لا أدري ماذا أفعل أحيانا تنتابني نوبات عصبية فظيعة حتى أنني في إحدى المرات تسببت في قطع وترين من أوتار أصابع يدي.

وفي أكثر الأحيان أقوم بتحطيم كل ما حولي، لا أحد يحبني، ولا أحد يهتم لأمري يزداد وزني، وينقص.

أشعر بأنني فقدت الذاكرة، والتركيز لم أعد أتذكر شيئا حتى لو كنت قرأته قبل دقائق.

أشعر أحيانا بالرغبة في الانتحار، أكثر الأيام أشعر بالاكتئاب، أحيانا أكون نشيطا، ومحبا للحياة، ولكن نادرا ما يحدث هذا.

أكره جميع أفراد عائلتي, لم أعد أحتمل أحدا منهم، وأنا أشعر أيضا بأن الآخرين يكرهونني، ولدي سر آخر لا يعرفه أحد هو أنني أميل للذكور, طبعا أكره هذا في نفسي واستقذره، ولكنني عندما أخبرت الطبيب بذلك وجدته يبتسم, لا أدري لماذا؟!

حياتي في المنزل مشتته جدا أمي وأبي يتشاجرون دوما، وتصل الأمور لحد الكفر، وبالتفوه بأقذر، وأقذر العبارات النابية, طلق مرتين ثم عادا مجددا إلى بعض, كان يضربنا ضربا مبرحا دائما، ويستصغرنا، ولا يمنحنا أي شيء حتى ولو كانت الثقة فقط, لم يشجعنا على شي، كنا نعيش في إحدى البلدان بسبب عمل أهلي, ثم انتقلت للعيش في بلدي من أجل الدراسة الجامعية.

ذهبت إلى طبيب فوصف لي زولوفت 150 والبانكس 0.5 mg لم أتحسن كثيرا ربما لأسبوع واحد فحسب (استمريت على العلاج لمدة شهرين, البانكيس لمدة شهر ), كان التشخيص قلق اجتماعي مترافق مع اكتئاب بسيط إلى متوسط.

توقفت عن العلاج ثم عدت إليه بعد سنة فوصف لي أوليكسار 5 . زولوفت 100 , لامكتال 200. هنا تحسنت جدا، ولكن بدأ الخمول ينتابني، وزاد وزني 8 كيلو.

توقفت عن العلاج بعد أن أحسست بأنني عدة كما كنت بعد شهر تقريبا (اي عاد لي المرض )، ولكن في الحقيقة استفدت كثيرا, أريد أن اسأل عن ما هو أفضل مضاد للذهان لا يسبب الوزن المفرط أو الخمول والتعب.

كما أنني جربت سيروكسات بجرعة 60، ولم يفدني بشيء, في المرة الثانية كان التشخيص تقلب في المزاج، وقلق اجتماعي (كأنني فهمت من الطبيب بأنه يشك بإصابتي بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب حيث كان يسألني هل تشعر أحيانا بتطاير في الأفكار وهو ونشاط مفرط؟).

أريد أن تجيبوني وتنصحوني ماذا أفعل أرجوكم هل أذهب إلى عيادات خاصة منفصلة, أم إلى مستشفى للطب النفسي الموجود في محافظة أخرى تبعد ساعتين بالسيارة؟ هل يوجد معالجون نفسيون, ومرشدون اجتماعيون أم كلها وظائف الطبيب النفسي؟

جربت أطباء نفسيين، ولم يفيدوني بشيء فأرجوكم أن تجيبوني على هذه الأسئلة، ولا أريد فقط أن تقولوا لي بأنه يجب أن أتوجه إلى مستشفى البشر لتقييم شامل.

هل أنا مصاب باضطراب الشخصية, هل هناك حل لهذا؟

ملاحظة: في إحدى المرات، وفي أثناء تناولي لدواء أوليكسار كان تحليل السكر في دمي 280 .

أرجوكم انصحوني ماذا أفعل أريد أن يشجعني أحد على العلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
بالاطلاع على رسالتك أستطيع أن أقول أن كل الذي تعاني منه هو درجة عالية من القلق النفسي، كما أن لديك الضعف في التحكم في الاندفاعات، والانفعالات النفسية، وهذا هو الذي يؤدي إلى عسر المزاج الذي تعاني منه، هذه الحالات تعالج من خلال التالي:

أولاً: التفريغ النفسي: ونقصد بذلك أن تعبر عن ذاتك أولا بأول، وتتجنب الكتمان خاصة في الأمور التي لا ترضيك.

ثانياً: حاول أن تضع صورة ذهنية أمامك، وتحتوي هذه الصورة على أن تتصور أن شخصا ما قد قام بالصراخ في وجهك، وإبداء شيئا من التعنف والإساءة، وكأن فعاله يصعب تحملها، تصور هذا الموقف جيدا،ً وابدأ في التعامل مع هذا الموقف، وهو بأن تصبر بأن ترى أن الإنسان إذا كان كاظما للغيظ هذا أفضل.

وتصور كمية الألم والجرح النفسي الذي يقع عليك أن كانت انفعالاتك أمام الآخرين لم تكن مقبولة، وسببت لهم الكثير من الجراحات النفسية، وهنا يجب أن تفك المعادلة بأن تقول إذاً لابد أن لا أنفعل أمام الآخرين.

ثالثاً: مارس الرياضة، وهي لها قيمة علاجية كبيرة جدا،ً وهي متنفس نفسي سلوكي فعال جداً.

رابعاً: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، فكثيراً ما ننصح بها ونشير إليها، ومن يطبقونها بصورة دقيقة، وملتزمة يجنون منها أحسن الفوائد بإذن الله تعالى فكن منهم أيها الأخ الفاضل الكريم.

يمكنك أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية هذه التمارين، أو أنصحك أن تذهب إلى الطبيب النفسي، والطبيب النفسي سوف يقوم بتحويلك إلى الأخصائي النفسي، ومن المفترض أن البرامج السلوكية والإرشادية التي قدمها الأخصائي النفسي يجب أن تشتمل على تمارين الاسترخاء.

أيها الفاضل الكريم: من الضروري جداً أن تتعلم إدارة الغضب، الإنسان يجب أن يغضب، والغضب هو عاطفة وجدانية لا أحد يستطيع أن ينكرها، أو يكتمها، لكن كيف ندير الغضب هذا هو الأمر المهم، وخير وسيلة لإدارة الغضب هو ما ورد في السنة المطهرة، وأرجو أن تتطلع على ذلك، وباختصار العلاجات النبوية لهذا الأمر.

أولاً: أن تغير مكانك، وأن تغير وضعك إذا كنت جالساً، قف، وإذا كنت وافقاً فاجلس، تنفس على شقك الأيسر ثلاثا، والسر والحكمة في ذلك أن تصرف انتباهك بصورة مفاجئة إلى وضع جديد.

وعليك أيضا بالوضوء والاستغفار، والغضب نار والوضوء يطفئ نار الغضب.

أخي الكريم أنا أقول لك بكل صدق، ومصداقية هنالك من جربوا هذا العلاج النبوي لمرة واحدة، وبعد ذلك أصبحوا قادرين على التحكم في انفعالاتهم المزعجة، لا أريدك أبداً أن تنظر نظرة سلبية للأسلوب التربوي الذي مررت به، فالآباء يحبون أبناءهم، ولكن ربما يخطؤون، ويصيبون في منهجهم التربوي.

الماضي يجب أن تقبره تماماً، وانظر إلى الحياة الآن بقوة، والمستقبل بأمل، ويجب أن تسعى دائماً، وأن تكون باراً بوالديك وهذا مهم جداً.

أنصحك بأن تنخرط في الأعمال التطوعية هذا يفيد الذين يعانون من الانفعالات الزائدة، الإنسان حين يتعلم الصبر ومعاملة الآخرين بلطف وطيبة هذا يساعده أن يقود نفسه، وينقيها من شوائبها الانفعالية.

العلاج الدوائي سوف يفيدك، وأن كنت سوف تقابل الطبيب فأنا أترك هذا الأمر له، وأعتقد أنك محتاج لدرجة صغيرة من الأدوية المضادة للذهان، وأعتقد الارزبريادالRisporidal ، والاسم العلمي هو رزبريادون Risperidone ، وسوف يكون علاجا جيداً، والجرعة المطلوبة هي ( واحد مليجرام) ليلاً تناوله لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

أيضا عقار فلوكستين كمضاد للاكتئاب وجد أنه يقلل من التحفزات الاندفاعية الزائدة التي تعاني منها، فتناوله بكبسولة واحدة في اليوم أي 20 مليجراما بعد الأكل لمدة شهر، وبعد ذلك ترفع إلى كبسولتين في اليوم لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم إلى كبسولة يوما بعد يوم هذا سوف يكون علاجاً جيداً.

البعض يضيف الامكتال كما ذكرت، وهنالك أيضا مدارس تحبذ إضافة عقار التقراتول، لكن هذه المقترحات التي طرحتها عليك أرجو أن تناقشها مع طبيبك، وإن شاء الله تعالى سوف تكون بخير وعلى خير.

ويمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 ) بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر rawa

    جزاكم الله خيرا اقسم انني اعاني من نفس االمشكل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً