الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنظم وقتي وأقوم بهذه المهام كلها في يوم واحد؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم:
تعبت كثيرا في كيفية تنظيم وقتي، وعمل كل ذلك، وذلك في يوم واحد، فإن فعلت شيئاً أفعله على حساب شيء آخر، وإن فعلت جميع ما أريده من نشاطات أكون مجهداً في آخر اليوم، ولا أنال أي قسط من الراحة، فالمهام التي أود أن أفعلها في كل يوم وهي كالتالي غير قادر على تأديتها باستمرار:

1- عمل ( 7 ساعات) من الساعة 7.30:2.30
2- نوم (6 ساعات ) من 10:4
3- قرآن (1 ساعة ) في بداية اليوم
4- رياضة ( 1.5 ساعة ) بعد العشاء
5- تعليم برامج الجرافيك ( 2 ساعة ) أي وقت
6- تعليم اللغة البريطانية ( 1 ساعة ) أي وقت
7- تعليم اللغة الأمريكية( 3 ساعة ) أي وقت
- مع وجود فترات صلاة، وراحة وأكل

والموضوع أنني لا أستطيع فعل كل ذلك في يوم واحد، مع أنني أنشأت جدول مواعيد، ولكني كنت غير قادر على فعل هذه المهام كلها.

فماذا أفعل؟ وكيف أستطيع تنظيم وقتي، وعمل هذه المهام؟ وهل أؤديها كلها في يوم واحد، أم ما هي الطريقة المناسبة وتنظيمها؟

وشكرا كثيرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلا بك أخي أحمد في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

أخي الحبيب: إن من المفيد أن يسير الإنسان سيرا معتدلا في حياته العملية، لا يعرف الغلو المفرط، ولا التساهل المفرط، بل الاعتدال في كل أمر سبيله النجاح الأوفق.

ولعل هذا بعض قول النبي صلى الله عليه وسلم :"خير العمل أدومه وإن قل" فالعبرة مدارها على الدوام وليس على الكثرة.

والدوام حتى يكون قائما على أسس متينة لا بد أن تراعى فيه أيها الحبيب عدة أمور:

1- الاعتدال في الطلب: فما ينجز في يومين لا ينبغي في الاستراتيجية أن تضغط نفسك لتفعله في يوم فترهق في اليوم الذي يليه ولا تفعل شيئا.

2- السير وفق المنظومة البشرية التي تراعي حاجتها الفطرية فأنت بحاجة إلي الراحة، وبحاجة إلي الجلوس مع والديك، وبحاجة إلى الجلوس مع أصدقائك أصحاب التوجهات الفكرية المختلفة..كل هذه حاجات بشرية وتقع ولا بد من وضع الحساب لها.

3- ليست العبرة في كمية ما أنجز بقدر نوعية ما أنجز، فقد يكون عندك أعمال كثيرة، وربما يستغرق الوقت لها، لكن قابلتك مسألة علمية فأبدعت فيها أو استغرقت منك وقتا حتى تكون على قواعد راسخة، وهذا لا ينبغي أن يحزنك بل يسعدك.

4- سأشرح لك طريقة ربما تكون نافعة لك إن شاء الله.

أحضر قلما وورقة، وارسم أربع مربعات بجوار بعض، اثنان في الأعلى، واثنان في الأسفل، في الأعلى اكتب في المربع الأول ضروري عاجل، وفي المربع المجاور ضروري غير عاجل.

وفي المربعين الأسفلين اكتب في أولها: غير ضروري عاجل. وفي المربع المجاور غير ضروري غير عاجل.

ثم ضع كل ما تريد إنجازه مع مراعاة القدرة البشرية عقلية أو اجتماعية أو غيرها في الحساب.

فإذا انتهيت ابدأ بالعاجل مع ترتيب الأولويات فيها، واجعل لكل أمر منها درجة أولوية.

بعد ذلك ابدأ بتقسيم الأوقات وفق تلك الطريقة التي مضت، مع الاستعانة بالله في كل أمرك، والتضرع إليه أن يوفقك للعمل الذي يرضاه لك.

نسأل الله أن يعلمك وأن يبارك فيك، وأرجو منك مراسلتنا بعد أسبوع من التطبيق لنرى معا كيف النتيجة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً