الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الفحوصات التي أقوم بها لمعرفة آلام ووخزات القلب، وارتفاع الضغط؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، متوقف عن التدخين منذ سنة وثلاثة أسابيع بعد أن منّ الله عليّ بذلك، أعاني من آلام في القلب، وأحس بضيق شديد، وارتفاع في ضغط الدم، ووخزات في القلب، وآلام في مؤخرة الرأس، وقد حصل لي وأنا أقود السيارة في طريق سفر ألم شديد في قلبي حتى أحسست أن قلبي سينفجر، ولدي مقياس للضغط فكان القياس 166/101، ويرتفع الضغط فجأة أحيانا، ثم يزول خلال عشر دقائق، ويعود طبيعيا.

أستخدم حبوب كونكور كور 2.5 نصف حبة في اليوم، وأصبحت بعد ذلك أعاني من عدم انتظام في ضربات القلب حتى بعد أخذ الدواء (كونكور كور) حيث أن القلب يدق ويدق، ثم يتوقف ثم يرجع يدق بقوة، فيسبب لي ألماً ثم يعود طبيعيا، وتأتي كل دقيقتين، وأحيانا دقيقة طوال الوقت، بالرغم أنني لا أشرب الشاي، ولا القهوة وممتنع عن البيبسي والأشياء الغازية، ولا أعاني لا من خوف ولا رهاب ولا قلق -والحمد لله- لكن الآلام هذه لم تفارقني بالرغم أنني أجريت تخطيطاً بالجهد (إيكو) قبل 4 أشهر وقال لي الدكتور سليم، وعملت أشعة نووية، - والحمد لله - سليم، وأشعة بالموجات، واتضح أن هناك ارتخاء في الصمام، وأخبرني بأنه لا يحتاج علاجاً، وصرف لي دواء كونكورد كور 2.5 للضغط بالرغم أنني أعاني منه منذ فترة، ولكن احتار الأطباء في ذلك، وأيضا تخطيط القلب العادي، أو رسم تخطيط القلب، وقال أنه سليم، وعمل تحليل للأنزيمات تبع القلب، ونشاط الغدة الدرقية، وأخبرني بأنها سليمة، -والحمد لله- لكن هذه الآلام لم تفارقني, مع ارتفاع ضغط الدم رغم أن سني هذا نادراً ما يكون مصابا بالضغط، حتى الأطباء قالوا لي ذلك، ولا يوجد في تاريخ العائلة ارتفاع ضغط الدم.

بماذا تنصحني يا دكتور أن أعمل من فحوصات؟ فوالله لقد احترت في أمري، أرجو منك يا دكتور توجيهي، ولك الدعاء في ظهر الغيب، وأعتذر عن الإطالة لأني أحببت أن أشرح لك هذه الحالة بالتفصيل حتى تستطيع توجيهي، ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


بالنسبة للضغط فقد يرتفع مع القلق والتوتر، وعلى الأكثر أن هذا ما يحصل معك، حيث أن آلام الصدر في بعض الناس تكون مخيفة، وتسبب عندهم الخوف والهلع، وبالتالي يرتفع الضغط نتيجة ذلك، وبعد أن يخف الضغط يعود الضغط إلى الطبيعي، لذا يجب أن تقيس الضغط في وضع الراحة، وهذا هو الضغط المعتمد، وكما ذكرت أنت أن الإيكو قد أظهر أن هناك ترهلاً في الصمام التاجي، ولابد أن طبيب القلب الذي أجرى لك الإيكو أخبرك بأن من أعراض ترهل الصمام أو ارتخاء الصمام التاجي، هو آلام الصدر والخفقان.

من الوصف الذي وصفت فيه ضربات القلب فهي تشير إلى ما نسميه بخوارج الانقباض، وهي ضربات إضافية تأتي في غير وقتها، وقبل وقتها، وبالتالي يشعر بها الإنسان وقد تأتي قوية، وقد تتتالى هذه الضربات واحدة بعد الأخرى، ولكي نتأكد من طبيعة هذا الاضطراب في نظم القلب، من المهم عمل هولتر، وهو جهاز تخطيط للقلب يحمله المريض معه، ويخطط القلب (24-48) ساعة ويسجل المريض الوقت كلما حصل معه هذا الإحساس، ويقوم الطبيب بمراجعة هذا التخطيط، ومعاينة التخطيط عندما كان المريض يشكو من الخفقات، ويراجع التخطيط في هذا الوقت ليرى إن كان هناك اضطرابا في نظم القلب، وطبيعة هذا الاضطراب، واختبار الجهد والأشعة النووية مطمئنة أن شرايين القلب سليمة -ولله الحمد- لذا فإن آلام الصدر ليست نتيجة تضيق الشرايين، وإنما من ترهل الصمام التاجي.

أحيانا تكون آلام الصدر نتيجة تقلص في المريء عند من يشكو المريض من ارتجاع في حموضة المعدة، أو يكون من عضلات الصدر، والكثير من الناس ممن يخافون كثيراً من أي مرض تتكرر عندهم آلام الصدر بسبب تقلص عضلات الصدر الناجمة عن القلق، بأن يكون عندهم مرض في القلب، وعلى الرغم من طمأنة الأطباء لهم تتكرر عندهم الأعراض، وخاصة أن كان هناك من الأقارب من حصل معه جلطة في القلب، فيبقى التخوف عند هؤلاء المرضى، ويفضل مراجعة طبيب القلب لإجراء الهولتر، وقد تحتاج لتغيير الدواء إن استمر الإحساس بالخفقان.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق Refaat

    Good

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً